خلال الأسبوع الأخير بدت معاصر الزيتون شبه خالية من المزارعين في ولاية القيروان وسط تونس، بعد أن كانت تشهد تزاحم المزارعين الراغبين في عصر محاصيلهم.
ويبدو أن التراجع الحاد في أسعار زيت الزيتون عالمياً خلَّف اضطراباً لدى المنتجين بعد هبوط أسعاره إلى أدنى مستوى منذ أكثر من 4 سنوات بحسب بيانات بورصة الزيت العالمية.
تراجع سعر لتر الزيت من 26 ديناراً (8.5 دولار)، إلى حدود 10 دنانير (3.3 دولار) للتر الواحد.
يقول رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحين في القيروان التابع لـ»الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري»، المولدي الرمضاني «رغم الصعوبات المناخية، ظلت تونس معروفة بضخامة إنتاجها لزيت الزيتون وفي هذا العام كانت الثانية على مستوى العالم بإنتاج 340 ألف طن من الزيتون في ظل تغيرات مناخية كبيرة». ويضيف أنه رغم الجفاف والتغير المناخي فإن وجود مزارع مروية في منطقتي القيروان وسيدي بوزيد مكنت البلاد من تحقيق محصول وفير في السنوات الماضية.
و من جهته أكّد الخبير في السياسات الفلاحية فوزي الزياني أنّ استهلاك الزيتون سنويا في تونس يصل إلى حوالي 30 ألف طن أي ما يعادل 2.5 لتر للفرد الواحد،” معتبرا أنها ” كمية قليلة ونأمل أن يصعد الرقم إلى 10 ل سنويا .”
ويكتسي زيت الزيتون أهمية كبرى في تركيبة الصادرات الفلاحية والغذائية إذ يمثل نحو 50% من الصادرات كما أن ارتفاع الأسعار يساهم في تحسن العجز التجاري إجمالا ففي شهر سبتمبر سجلت أسعار صادرات زيت الزيتون ارتفاعا ب 60.5%.
هذه الأهمية تعطي دفعا للاقتصاد التونسي بتحسن الصادرات كما تعطي وضعية مريحة للميزان التجاري الغذائي والميزان التجاري ككل تتقلص على مستوى الاستهلاك في مقارنة ببقية البلدان المنتجة للزيتون. إذ تفيد إحصاءات المجلس الدولي للزيتون لموسم 2021-2022 بأن تونس حلت في مرتبة الرابعة بين بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمعدل استهلاك 30 الف طن اي بنحو 2.5 لتر للفرد.
ويمثل الاستهلاك التونسي معدل 1% من إجمالي الاستهلاك العالمي . في حين يرتفع الاستهلاك في سوريا والمغرب ولبنان.