كشف المؤرخ وأستاذ التعليم العالي في التاريخ والآثار الإسلامية بجامعة القيروان الدكتور أحمد الباهي عن 30 خطأ ورد في كتاب التاريخ للسنة أولى ثانوي مؤكدا أن هذه الخطوة تعدّ مُساهمة منه في موجة دعوة سلطة الإشراف للتدخّل العاجل لإصلاحها.
وأشار الباهى في تصريح لصحيفة الشروق : « لم أشأ السنة الفارطة الاطّلاع على مضمون الكتاب المدرسي في التاريخ للسنة التاسعة أساسي لأسباب تتعلّق بما حصل في السنة التي قبلها، لكن في هذه الأيّام، وبعد اقتنائي لكتاب السنة الأولى ثانوي لأبنائي، كانت «الطامة الكبرى» على حد تعبير ابن أبي دينار، لأنه رغم اكتفائي بقراءة المحور الثاني منه فقط.فقد اكتشفت فيه سلسلة من الأخطاء المعرفية والمنهجية والمطبعية، لذلك، وبعد إلحاح ممّن «حلّ منّي محلّ الروح من الجسد»، كما كان يقول ابن أبي دينار أيضا، قرّرت عرض أمثلة منها بشكل برقي، وأدعو من خلالها سلطة الإشراف للتدخّل العاجل لإصلاحها، مع التأكيد أن غرضي هو الصالح العام وليس التهجّم على أي طرف كان وراء تأليف الكتاب أو إخراجه، فقد كدّوا واجتهدوا، لكن، وكما أنشد الرّندي: لكل شيء إذا ما تمّ نُقصان.» وفيما يلي جملة الاخطاء التي استعرضها الباهي:
1 – ص 86: لا تبدأ حقبة الولّاة مع تأسيس القيروان سنة 670 م، حيث كانت بلاد المغرب تابعة لولاية مصر، ولم تستقلّ بلاد المغرب بالولاية إلا بعد ثلاثين سنة مع قدوم أوّل وال وهو موسى بن نصير سنة 81 هـ/700 م.
2 – ص 86: تم استعمال عدّة مصطلحات لتوصيف الحقب التاريخية بالسلّم الزمني: فترة، الدولة، العهد. وكان اللازم توحيد التوصيف مع تجنّب استعمال كلمة فترة التي تعني في اللغة العربية: الفراغ.
3 -ص 88: أشير إلى أن المالكي صاحب رياض النفوس توفي بعد 474 هـ/1072 م، والصحيح هو: بعد 464 هـ/1072 م،
4 -ص 88: في خريطة الفتوحات، تم إثبات مسار من زمن آخر وهو وصول عقبة بن نافع إلى المحيط الأطلسي في حين أننا مُتفقون الآن على أنها سرديّة لا علاقة لها بما وقع فعلا. أما الحملة الأغلبية على صقليّة فحدد مكان وصولها إلى بالرم (والصحيح بلرم) في حين أنها أرست بمازرة.
5 – ص 88: أشير إلى أن معاوية بن حديج استقرّ بجبل القرن شمال القيروان، والحال أنه يوجد شمال غرب أو حتى غرب القيروان على طريق جلولاء.
6 – ص 89: أُشير إلى أن ولاية حسان بن النعمان كانت سنة 76 هـ/695 م، والحال أنها كانت سنة 74 هـ/693 م.
7 – ص 89: ذُكر أن اسم الكاهنة هو «دهيا بنت ثابته بن طفيان»، وهو نقل عن النسخ المحرّفة لابن خلدون، لأنه نصه المُحقّق يذكر أن اسمها هو: دميا بنت ماتيه بن تيفان، وهو كما أثبت «روني باسي» منذ قرن تعريب للأصل اللاتيني لاسمها.
8 – ص 90: ورد اسم الكاتب المِقري التلمساني بكسر الميم، والصحيح أنه المَقَّري بفتح الميم وتشديد القاف المفتوحة لأنه منسوب إلى مَقَّرَة، إحدى مدن بلاد الزاب.
9 – ص 91: ذكر أن اليعقوبي توفي سنة 278 هـ/891 م تاريخ تأليفه لكتاب البُلدان، إلا أن المعروف أن اليعقوبي توفي بعد هذا التاريخ في زمن محصور بين 282 هـ/895 م و292 هـ/905 م.
10 – ص 92: تم استعمال مصطلح المغرب الأوسط عند الحديث عن حقبة الولّاة، وهذا إسقاط تاريخي لأن هذا المصطلح لم يظهر قبل القرن 5 هـ/11 م.
11 – ص 92: صورتا الدينار: لم يقع تمييز صورة الوجه عن صورة الظهر.
12 – ص 96: موقع الجريد في الخريطة الثانية مُنزاح، وحتى لو رُسم في مكانه فلا يصحّ لأن هذا الاسم لم يظهر قبل القرن 6 هـ/12 م.
13 – ص 100: أشير في تعليق على نص البكري حول سور القيروان أن الذراع وحدة قيس تُساوي 67 صم، في حين أنه يساوي في ذلك الظرف 54 صم، وهي الذراع الهاشمية، وقد أثبت «ألكسندر ليزين» ذلك منذ مدّة طويلة.
14 – ص 100: وقع رسم كلمة «المسودّة» (نعت للعباسيين) بتشديد الدال، وهو خطأ شائع فالصحيح المُسَوَّدة، بتشديد الواو.
15 – ص 100: ذُكر أن الميل يساوي 1340 مترا، وهو رقم بحاجة إلى تنسيب فمعلوم أن الميل وحدة متحركة في الزمان والمكان والظرفيّة، وفي كل الأحوال فالميل الوسيط بإفريقية بتراوح بين 1450 و1650 مترا.
16 – ص 109: أُشير إلى احتواء الجانب (والأصح الضلع) الشرقي لرباط سوسة على سقاطات، وهي غير موجودة ! مع تحفظّي حول استعمال مصطلح الرباط لأنها تسمية حديثة للمعلم والأصح تسميته بقصر الرباط.
17 – ص 110: ذكر أن القيروان هي أول مصر أحدثه العرب بإفريقية، وهذا مجانب للصواب لأن أول محاولة تمصيرية للعرب كانت بالقرن سنة 45 هـ/665 م، خمس سنوات قبل تأسيس القيروان.
18 – ص 110: ذكر أن القيروان كانت عاصمة الدولة الأغلبية، وهذا خطأ شائع إذ لم تكن القيروان يوما عاصمة لهذه الإمارة، وإنما كانت العبّاسية ثم أصبحت رقادة.
19 – ص 110: عُرّفت الحجارة المصقولة بأنها الدّبش، وهذا خلط فاضح، الدبش (moellon) حجرة صغيرة مشذبة مخلوطة بملاط، ويُعرف بالعامية: حجرة ولقمة.
20 – ص 110: عُرّف اللَّبِن بأنه الآجر المجفّف، وهذا خلط أيضا، فاللبن هو طين مجفف ولم يدخل فرنا حتى يُصبح آجرا.
21 – ص 111: وردت قولة لمالك بن أنس منقولة عن معالم الإيمان لابن ناجي، ج 2، ص 38، وهذه القولة مختلقة إذ لا وجود لها في الصفحة المشار إليها، ولا في كامل كتاب المعالم، ولا في كل ما كتب ابن ناجي.
22 – ص 112: ذكرت الدولة الصنهاجية، وقبل ذلك ذكرت الدولة الزيرية، والأولى توحيد المصطلحات حتى لا تدخل البلبلة في ذهن القارئ.
23 – ص 112: فيها حديث عن بيت الحكمة بالقيروان والاستناد إلى نص لحسن حسني عبد الوهاب، لكن وجود هذه المؤسسة بالقيروان أو رقادة مشكوك فيه، وجل الباحثين حاليا يذهبون إلى عدم وجودها لأسباب يطول شرحها.
24 – ص 114: تمت الإشارة إلى أن «الإباضية فرقة من الخوارج»، والأحرى أن نتجاوز هذا التصنيف السلبي الذي دأبت عليه المصادر السنيّة، خاصة وأن شركائنا من الوطن من الإباضيين بجربة وتونس تستنكفون من هذا التوصيف.
25 -ص 125: أشير إلى تاريخ وفاة الرحّالة العبدري هكذا: 689/289. والصحيح 689 هـ/1289 م.
26 – ص 125: ذكر اسم العمري على أن كُنيته «أبو فضل الله»، والحال أنه أبو العباس وعُرف بابن فضل الله، كما أشير إلى أن تاريخ وفاته 783/1384، والصحيح أنها كانت سنة 749 هـ/1348 م.
27 -ص 128: دُوّن عنوان كناب الزركشي هكذا: «تاريخ الدولتين (2)»، ولا معنى لإقحام رقم (2)، وحتى وإن كان يُعنى به الطبعة الثانية فلا يجوز لأن نشرات تاريخ الدولتين كانت لمحققين مختلفين.
28 – ص 128: أشير إلى أن الزركشي توفي على الأرجح سنة 932 هـ/1525 م، والمعلوم أنه توفي بعد سنة 887 هـ/1482 م، والتاريخ الأول ورد في كتاب المؤنس، وهو من أخطاء ابن أبي دينار.
29 – ص 132: تم تقديم زاوية قاسم الجليزي بتونس على أنها مثال للعمارة الحفصية، وهذا لا يستقيم لأن الزاوية بشكلها الحالي حصيلة لجملة من التدخلات والترميمات انطلت في بداية القرن 17 م برعاية الشيخ القشاش، حيث كان المعلم خربا في عهده وغير مزوّد بالقبة الهرمية.
30 – ص 136: حُدّد تاريخ استقلال الحفصيين بسنة 634 هـ/1236 م، وهذا في تناقض مع ما رسم في السلم الزمني في أول المحور (ص 86) على أنه كان سنة 1228 م.