كشف الخبير التونسي سامي جلولي، مساء اليوم، عن انطلاق الخطوات الأولى لمشروع ضخم يحمل اسم «حنبعل» الثقافي والتجاري، حيث أعلن أن مكتب الاستشارات والاستثمار السويسري قد تسلّم رسميًا التكليف الخاص بإعداد الدراسات الأولية للمشروع.
وأوضح جلولي أن تكاليف الدراسة الأولية ستكون هدية من المكتب السويسري باسم الشعب السويسري إلى الشعب التونسي، وذلك تقديرًا للقائد القرطاجي حنبعل الذي مرّ عبر سلسلة جبال الألب السويسرية في حملته التاريخية ضد روما.
وأضاف أن المشروع سيقام وسط بحيرة تونس، وسيكون مستلهَمًا من الفلسفة الهندسية للمصممة العراقية الراحلة زهاء حديد، ليجسّد تزاوجًا بين التراث القرطاجي والتصميم المعماري الحديث.
ويضم المشروع، بحسب جلولي، متحفًا للحقبة القرطاجية، ومركزًا ثقافيًا، ومركزًا تجاريًا، إضافة إلى تمثال ضخم للقائد حنبعل يُقام أعلى المبنى، يمكن للزوار الصعود إليه عبر مصاعد كهربائية أو سلالم.
وأكد جلولي أن التمويل لن يكون عائقًا أمام المشروع، مشيرًا إلى أنه تلقى اتصالات من مهندسين ورجال أعمال تونسيين من سويسرا والولايات المتحدة عبّروا عن إعجابهم واستعدادهم للمساهمة في تنفيذه.

وأشار الخبير التونسي إلى أن هذا المشروع يجمع بين التاريخ، الثقافة، والفن المعماري الحديث، ويهدف إلى إحياء الإرث القرطاجي باعتباره إرثًا وطنيًا خالصًا يخص التونسيين وحدهم، قائلاً إن الإمبراطوريات تُنسب إلى عواصمها لا إلى مستعمراتها.
وختم جلولي تصريحه بدعوة إلى تغيير راديكالي في تونس يقوده جيل شاب من الكفاءات الوطنية في مجالات الهندسة، التكنولوجيا، والمالية، مؤكدًا أن تونس لن يطورها إلا أبناؤها، وأن نجاح مشروع «حنبعل» سيكون منطلقًا لمشاريع أخرى في الفلاحة، الصناعة، السياحة والبنية التحتية.

