سلّطت الزيارة التي أداها رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم الأربعاء المنقضي الى هنشير الشعال بولاية صفاقس الضوء على ما يعانيه هذا المركب الفلاحي و الصناعي من إشكاليات مستمرة منذ سنوات أدت الى تراجع اشعاعه و تقهقر انتاجه خاصة من زيت الزيتون الذي يعد من أهم مصادر العملة الصعبة لميزانية الدولة
فما هو هنشير الشعال ؟ و ماهي أبرز الإشكاليات التي يعاني منها ، و الحلول لاعادة اشعاعه ؟
يعد هنشير الشعال بولاية صفاقس ثاني أكبر غابة زيتون في العالم من حيث المساحة البعلية 22 ألف هكتار وليس 18 ألف هكتار كما يتداول ، ويعد حوالي 400 الف اصل زيتون ويشغل حوالي 435 عونا وعاملا قارا وحوالي 385 عاملا عرضيا.
ويحتوي المركب على 658 راسا من الابقار منها 272 بقرة حلوب و 3698 راس اغنام منها 2428 انثى منتجة و 16500 دجاجة بيض و 40000 عتوقة منتجة.
وبلغ معدل الانتاج لاهم الانشطة خلال الخماسية الاخيرة، حوالي 3500 طن زيتون زيت و 1،1 مليون لتر حليب و 6،5 مليون بيضة و 3000 طن علف مركز.
خلال السنوات الأخيرة سجل المركب الفلاحي و الصناعي الشعال تراجعا على مستوى الإنتاج السنوي لزيت الزيتون بسبب نقص التساقطات و تيبس حوالي 6 بالمائة من أصول الزيتون … .
تهرّم غابة الشعّال
ويعاني قطاع زيت الزيتون بـ »الشعال »، بحسب الرئيس المدير العام لديوان الأراضي الدولية طارق الشاوش ، من عديد الاشكاليات، ابرزها تهرم 73 بالمائة من الاشجار حيث يفوق سنها 90 سنة، مع تعدي جلها عمر 100 سنة، علاوة على تاثير التغيرات المناخية من نقص حاد في التساقطات وارتفاع غير مسبوق في درجات الحرارة .. .
واكد طارق الشاوش الرئيس المدير العام لديوان الاراضي الدولية بتاريخ 22 جويلية 2024 انه تم اتخاذ جملة من الاجراءات الانية لاعادة التوازن للمركب الفلاحي والصناعي الشعال مشيرا الى ان الدراسة التي انجزت سنة 2013 حول المركب بقيت في الرفوف والى ان الاستراتيجية التي تم تحديدها لم تنفذ مبرزا انه تم تحيين الدراسة وتوجيه لجنة في شهر جوان الماضي للمركب وان شعارهم في هذه المرحلة هو التنفيذ لاعادة التوازن للمركب.
وافاد الشاوش، ان وزارة الفلاحة قد قامت باجراءات حينية تتمثل في مواصلة تجهيز 44 هكتار بالري الموضعي كما ان 78 هك بصدد التجهيز. كما تحرص على الاسراع في عملية القلع للاصول المتيبسة لحماية الغابة من الامراض وشروع المركب في عملية ري الانقاذ عبر استغلال 12 جرارا وصهريجا لري حوالي 3000 اصل شهريا.
3.5 مليون دينار لإعادة التوازن لمركب الشعّال
كما عملت الوزارة، وفق الرئيس المدير العام لديوان الاراضي الدولية، على ريّ 820 هكتارا من الغراسات المنتجة لتامين مستوى انتاج سنوي قار وحفر وتجهيز الآبار العميقة بالطاقة الفوطوضوئية وتجهيز مساحة 820 هكتارا بمعدات الري الموضعي.
وكشف الشاوش، في هذا الصدد، ان الوزارة تعتزم تحسين وضعية الميكنة بالمركب باقتناء 25 جرارا (مع المجرورات) و 20 صهريجا و 5 خزانات بلاستيكية سعة 100 م3، علاوة على الشروع في الابان في عملية قلع الاصول المتيبسة وتمويل برنامج الرّيّ عبر قرض متوسط المدى من البنك الوطني الفلاحي بتدخل من سلطة الاشراف بقيمة 2،5 مليون دينار وتمويل ذاتي بقيمة 1 مليون دينار، وتمويل الميكنة في اطار التعاون الدولي التونسي الايطالي لدعم ميزان الدفوعات.
كما سيتم وضع برنامج لتجديد الغراسات الهرمة لبلوغها وضعية غير قابلة للرجوع، بنسق يتماشى مع الامكانيات المائية المتاحة ونوعية التربة والتوسع في عملية الرّيّ التكميلي لغراسات الزيتون وذلك في حدود الامكانيات المائية المتاحة والاعتماد على المياه المعالجة لريّ مساحات الزيتون حسب الكميات المتوفرة.
رئيس الدولة : لن نفرّط في هنشير الشعّال كما يدبّرون
وشدد رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال زيارة أداها يوم الأربعاء المنقضي الى هنشير الشعال على أنه لن يتم التفريط في هذا المركب كما يدبر لذلك ، مضيفا أنه لا بد من محاسبة المسؤولين عن عملية هدر أموال الدولة و الشعب
واعتبر رئيس الدولة أن الوضع في هنشير الشعال غير طبيعي لافتا الى أن هناك فسادا ماليا و إداريا يتعلق بقطع الغيار و بتّات بيع عدد من المعدات ، وعدم جهر الآبار ، ما أدى الى تراجع انتاج الزيتون و أعداد قطيع الأبقار و الأغنام بالهنشير .. .
من جانبه دعا الخبير في السياسات الفلاحية فوزي الزياني في تصريح لديوان أف أم الى استغلال هنشير الشعال مستقبلا بطريقة جديدة تتماشى مع العصر و التغيرات المناخية مطالبا في هذا الصدد بإنجاز تقارير شفافة وواضحة و كاملة حول وضعية هنشير الشعال و كل المركبات الفلاحية في اطار تشخيص شامل تنبثق عنه رؤية تسيير و استغلال جديدة
وشدد الزياني على ضرورة عدم التفويت بأي شكل من الأشكال في هنشير الشعال و الأراضي الدولية باعتبارها ملكا للشعب التونسي يجب المحافظة عليه .