رجح بنك غولدمان ساكس إمكانية ارتفاع أسعار النفط بما يصل إلى 20 دولاراً إضافياً للبرميل، في حال تعرض الإنتاج الإيراني لضربة عسكرية إسرائيلية.
يأتي ذلك مع تصاعد التوترات العسكرية في الشرق الأوسط، يُتوقع أن تشهد أسعار النفط تقلبات كبيرة في الفترة المقبلة.
ووفقاً لتقديرات البنك، فإن انخفاض الإنتاج الإيراني بمقدار مليون برميل يومياً قد يؤدي إلى ذروة زيادة في أسعار النفط خلال العام المقبل. وأوضح دان سترويفن، الرئيس المشارك لأبحاث السلع العالمية بالبنك، أن هذا السيناريو سيتحقق إذا امتنعت منظمة أوبك+ عن زيادة الإنتاج لتعويض الخسائر.
من جهة أخرى، قد تكون الزيادة أقل حدة، وقد تصل إلى 10 دولارات فقط للبرميل، إذا تدخلت دول رئيسية في أوبك+، مثل السعودية والإمارات، لتعويض بعض النقص في الإنتاج.
ورغم التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وحماس منذ السابع من أكتوبر الماضي، لم تتأثر أسواق النفط بشكل كبير حتى الآن، ويرجع ذلك إلى زيادة الإنتاج الأمريكي وتباطؤ الطلب من الصين.
لكن مع التصعيد الأخير بعد هجوم صاروخي إيراني على إسرائيل، بدأت المخاوف تتزايد من تأثيرات أعمق على إمدادات النفط العالمية.
وارتفعت أسعار النفط الأمريكي بنحو 5 بالمئة، الخميس،الماضي مسجلة مكاسب للجلسة الثالثة على التوالي.
يأتي ذلك عقب تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن، عن وجود مباحثات مع مسؤولين إسرائيليين بشأن إمكانية ضرب تل أبيب منشآت إيران النفطية بعد الهجوم الصاروخي الانتقامي الذي شنته طهران على إسرائيل الثلاثاء.
وعندما سُئل بايدن، خلال مؤتمر صحفي الخميس، عما إذا كان سيدعم توجيه إسرائيل ضربة لمنشآت النفط الإيرانية بعد الهجوم الذي تعرضت له إسرائيل، قال: “نحن في مناقشات حول هذا الأمر”.
وعلى إثر ذلك، ارتفع مؤشر النفط الأمريكي القياسي بنسبة 5.5 بالمئة إلى مستوى 73.99 دولارا للبرميل، وفق شبكة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية.
ونقلت الشبكة عن دانييل غالي، كبير محللي السلع في شركة “الأوراق المالية تي دي”، إن تصريحات بايدن كانت المحفز الرئيسي لارتفاع أسعار النفط الأمريكي.
وقال: “المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط ربما تكون في أعلى مستوياتها حاليا منذ حرب الخليج الثانية (1990- 1991)”.
وبينما أكد بايدن مؤخرا “التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل” وأعرب عن دعمه لردها على الهجوم الإيراني، قال في تصريحاته الخميس، إنه “لا يدعم هجوما إسرائيليا على المواقع النووية الإيرانية”.
ومتجاهلا بشكل تام المجازر الإسرائيلية في غزة ولبنان، رفض بايدن الإفصاح عن العقوبات التي تدرسها بلاده مع قوى غربية أخرى ضد إيران، قائلا لأحد الصحفيين: “سأخبرهم قبل أن أخبركم”.