أكّد سفير المملكة العربية السعودية بتونس الدكتور عبد العزيز بن علي الصقر في حوار لموزاييك يوم 8 ماي 2024 أنّ أشغال بناء وتجهيز مشروع المستشفى الجامعي الملك سلمان بن عبد العزيز وكذلك المدينة الصحيّة “الأغالبة” في ولاية القيروان ستنطلق في غضون الشهرين القادمين.
وأضاف أن مشروع بناء بناء المستشفى الجامعي الملك سلمان بالقيروان تعطّل منذ سنة 2017 “ولا فائدة من الوقوف على الماضي ولا نريد أن نتذكّره” ملمحا إلى التعطيل الذي واجهه المشروع.
والأهم من ذلك كله لا يعرف ما اذا كانت المملكة ستراجع قيمة الهبة التي قدمتها لتونس المقدرة ب85 مليون دولار في حين يؤكد المسؤولون في تونس أن المشروع يحتاج الى 1.2 مليار دولار .
ولكن اليوم وبانقضاء الشهرين لا يوجد أي مؤشر على انطلاق أية أشغال على أرض الميدان ولم يصدر أي بلاغ لا من الجهات السعودية أو التونسية تشير الى ذلك لا من بعيد أو من قريب .
وقامت الجمهورية التونسية والمملكة العربية السعودية بتوقيع جملة من مذكرات التفاهم والاتفاقيات على هامش انعقاد أشغال الدورة التاسعة للجنة المشتركة التونسية السعودية في جويلية 2017، ومن بين هذه الاتفاقيات “هبة لتمويل مشروع إنشاء وتجهيز مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي في ولاية القيروان بقيمة 85 مليون دولار.
وفي وقت لاحق أكد وزير الصحة علي مرابط وتحديدا يوم 25 جوان 2024 انه تم اخيرا التوافق مع الصندوق السعودي للتنمية لتجاوز العديد من الاشكاليات بخصوص مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان كاشفا انه تمت مضاعفة المبلغ الذي رصد سنة 2017 مذكرا بان قيمته كانت في حدود 85 مليون دولار.
وقال الوزير في رد على استفسارات النواب خلال جلسة عامة مخصصة لتوجيه اسئلة له:” التساؤل حول مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز المتعدد الاختصاصات في القيروان في محله والاكيد انكم لاحظتم ان المشروع محل مراقبة ومتابعة لصيقة من قبل سيادة رئيس الجمهورية الاستاذ قيس سعيد …وتم التوافق اخيرا مع الصندوق السعودي للتنمية لتجاوز العديد من الاشكاليات وان شاء الله نشرع في بداية الاشغال الحقيقية …”
واضاف ” مثلما تعلمون ان المبلغ الذي تم رصده سنة 2017 والذي يبلغ 85 مليون دولار تضاعف ولا يفي بالحاجة ولا اقول ان ذلك يشكل عقبة ولكن سيتم ان شاء الله تجاوز ذلك والمرور الى الانجاز الفعلي للمشروع ..”
وبعد شهر تقريبا عن تصريح السفير السعودي الذي تنقالته وسائل الاعلام المحلية بكثافة أكدت وزيرة التجهيز والإسكان والمكلفة بتسيير وزارة النقل، سارة الزعفراني الزنزري، بأن زيارة الوفد الصيني اليوم الخميس 06 جوان 2024، إلى موقع مشروع مدينة الأغالبة الصحية بالقيروان كانت بطلب من الجانب الصيني وذلك للاطلاع على مختلف مكوناته وتقييمه ودراسته.
وبينت الزنزري، التي كانت مرفوقة بالوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية مصطفى الفرجاني والوفد الصيني، أن هذا المشروع يمتد على 550 هك ويضم 9 فضاءات في مختلف الاختصاصات الطبية والخدمات الصحية والبحث العلمي والمجال الجامعي وتصنيع الأدوية إلى جانب إنتاج الطاقات المتجددة ومعالجة النفايات والمشاريع السكنية وفضاءات سياحية وثقافي.
وأكدت أن مشروع المدينة الصحية يهدف إلى انشاء مدينة ذكية مندمجة فيها كل الاختصاصات وذات اشعاع وطني واقليمي ودولي مشيرة إلى أن التقدير الاولي لكلفة المشروع قدر ب 1.2 مليار دولار.
وأوضحت أن الجانب الصيني سيقوم بتقييم المشروع ودراسته ويتخذ اثر ذلك القرار المناسب مشيرة إلى أن المشروع سيتم إنجازه على عدة مراحل وأنه سيتم قريبا الإنطلاق في انجاز الدراسة المائية للحماية من الفيضانات لموقع المشروع والدراسة البيئية والمرورية وذلك بهدف تغيير صبغة المشروع من أرض فلاحية إلى أرض سكنية.
كما أكدت أنه تم احداث شركة “مدينة الاغالبة الصحية بالقيروان” تعنى بالمشروع وهي في المراحل الأخيرة وستكون جاهزة موفى الشهر الجاري.
يُذكر أن وزارة التجهيز والإسكان كانت أعلنت خلال شهري أفريل وماي 2024، عن طلبات العروض المتعلقة بدراسة الجدوى للمشروع وكذلك الدراسات البيئية والمائية والمرورية الخاصة بمشروع “مدينة الأغالبة الطبية بالقيروان”.
وبيّن الوزير المستشار لدى رئيس الجمهورية، مصطفى الفرجاني، من جانبه، أن مدينة الأغالبة الصحية ليست مجرد مؤسسات صحية وعلاجية فقط بل هو مشروع مبني على الإقتصاد المرتبط بالجانب الطبي من خلال مركب التعليم العالي وكليات هندسة بيوتقنية ومدارس لتكوين الإطار شبه الطبي وهي مدينة شاملة ومندمجة.
ولفت إلى أن زيارة الوفد الصيني إلى هذا المشروع الضخم وذلك بعد 5 أيام من زيارة الدولة التي أداها رئيس الجمهورية إلى جمهورية الصين الشعبية، من 28 ماي إلى 1 جوان 2024، والقيام باتفاق الشراكة الاستراتيجية بين تونس والصين، تجعل هذا المشروع من الأولويات هذا إلى جانب مشاريع أخرى ستنبثق عن مذكرات التفاهم التي تم امضاؤها في الجانب الاقتصادي والاستثمار والتنمية.
ويهدف مشروع مدينة الأغالبة الصحية التي تقع بمعتمدية منزل المهيري (على بعد 40 كلم من مدينة القيروان) إلى خلق مدينة ذكية ومستدامة ومندمجة ومرنة تتضمن جميع الاختصاصات الطبية، واستقطاب السياحة العلاجية ببناء مستشفيات تستجيب للمواصفات العالمية، الى جانب دفع وتطوير البحث العلمي في المجال الصحي، وخلق أسواق تصدير جديدة للمنتوجات المبتكرة في المجال الصحي.
ويتوقع أن يساهم مشروع المدينة الصحية في احداث اكثر من 40 الف مواطن شغل في جميع المجالات والمستويات.
ويتكون المشروع من 9 فضاءات من ابرزها فضاء صناعي خاص بالقطاع الصحي يحتوي على المستلزمات الطبية الخاصة بضخ الأدوية على غرار حقن الأدوية ومحاليل تنقية الدم والمحاليل الوريدية وصناعة و تطوير الأدوية المعقمة ومركز تعقيم بالأشعة وصناعة التغذية الوريدية وصناعة الأدوية البيولوجية.
كما يضم فضاء للخدمات الصحية يحتوي على مستشفى جامعي بطاقة 400 سرير قابلة للتوسعة إلى 200 سرير ونزلين لفائدة المرضى ووحدة استعجالي مع إخلاء صحي بري وجوي (طائرات عمودية) ووحدة علاج الأورام الطبية والجراحية وبالأشعة والرعاية الملطفة ومركز لرعاية مرضى التوحد ومصحة عمومية متعددة الاختصاصات ومصحات خاصة.
ويحتوى المشروع على فضاء جامعي يضم أكاديمية للطب ومركز للمحاكاة الطبية ومدرسة وطنية للهندسة البيوطبية ومركز للبحوث في المجال الصحي ومعهدا عاليا لعلوم الصحة ومبيتات ومطاعم جامعية ومعاهد وكليات قطاع خاص، إلى جانب فضاءات ترفيهية وسياحية ورياضية وسكنية وفضاءات خدمات عمومية وادارية وأمنية وفضاء لتحويل النفايات وآخر لإنتاج الطاقات المتجددة.
اكد وزير الصحة علي مرابط اليوم الثلاثاء 25 جوان 2024 انه تم اخيرا التوافق مع الصندوق السعودي للتنمية لتجاوز العديد من الاشكاليات بخصوص مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز الجامعي بالقيروان كاشفا انه تمت مضاعفة المبلغ الذي رصد سنة 2017 مذكرا بان قيمته كانت في حدود 85 مليون دولار.
وقال الوزير في رد على استفسارات النواب خلال جلسة عامة مخصصة لتوجيه اسئلة له:” التساؤل حول مشروع مستشفى الملك سلمان بن عبد العزيز المتعدد الاختصاصات في القيروان في محله والاكيد انكم لاحظتم ان المشروع محل مراقبة ومتابعة لصيقة من قبل سيادة رئيس الجمهورية الاستاذ قيس سعيد …وتم التوافق اخيرا مع الصندوق السعودي للتنمية لتجاوز العديد من الاشكاليات وان شاء الله نشرع في بداية الاشغال الحقيقية …”
واضاف ” مثلما تعلمون ان المبلغ الذي تم رصده سنة 2017 والذي يبلغ 85 مليون دولار تضاعف ولا يفي بالحاجة ولا اقول ان ذلك يشكل عقبة ولكن سيتم ان شاء الله تجاوز ذلك والمرور الى الانجاز الفعلي للمشروع ..”