الرئيسيةالانتخابات الرئاسية 2024كمال الجندوبي : على المعارضة التونسية أن تعترف بأخطائها

كمال الجندوبي : على المعارضة التونسية أن تعترف بأخطائها

 قال كمال الجندوبي الوزير السابق والرئيس السابق للهيئة العليا المستقلة للانتخابات في حوار مع قناة فرانس 24 ” على المعارضة أولا أن تجري تقييما لمهمتها وتعترف بالأخطاء التى ارتكبتها والتي عبدت الطريق لقيس سعيد للوصول إلى سدة الحكم. ومن بين الأخطاء التي ارتكبتها المعارضة يمكن ذكر اهمالها للمسائل الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها التونسيون والتي كان لها دور حاسم في اندلاع الثورة في 2011.  “

على المعارضة أيضا ان تتجاوز خلافاتها وتفتح الأحزاب قنوات الحوار فيما بينها من أجل تجاوز الخلافات والعمل من أجل عودة المسار الديمقراطي والدفاع عن حقوق الناس وحقوق الشعب التونسي وأبرز هذه الحقوق أن يقرر مصيره الخاص عبر انتخابات حرة ونزيهة. 

وفي رده عن سؤال عن أسباب قلة اقبال التونسيين على التصويت ؟ 

قال الجندوبي ” ثمة العديد من الأسباب التي جعلت المواطنين التونسيين لم يصوتوا بكثافة في الانتخابات الرئاسية. أولها خيبة الأمل التي أصبح يشعر بها التونسيون إزاء العملية الانتخابية. كثيرون أصبحوا لا يؤمنون أن بإمكان الانتخابات أن تغير وضعهم وتجعل حياتهم أفضل. 

ثانيا، هناك سبب ظرفي مرتبط بمشروع قيس سعيد نفسه الذي قام بانقلاب دستوري في 25 جويلية 2021.

فبعدما بسط نفوذه على جميع السلطات، أصبحت المقاطعة ميزة للانتخابات. على سبيل المثال لم تتجاوز نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية 11 بالمائة. ثالثا، يتزايد قلق التونسيين حيال تدهور قدرتهم الشرائية وتراجع مستوى خدمات القطاع العام، على غرار الصحة والتربية والمواصلات… فلا يبالون بالانتخابات. 

وحول كيف يتوقع مستقبل تونس خلال الولاية الثانية لقيس سعيد وهل توجد إمكانية أن يفتح سعيد صفحة سياسية جديدة؟ 

قال الجندوبي ” قبل كل شيء، الدرس الذي استخلصته هو أن قيس سعيد لم يخرج منتصرا من هذه الانتخابات ولم يعزز نفوذه السياسي. كان يريد أن يفوز بنسبة كبيرة، لكن يجب الإشارة إلى أن ربع  التونسيين فقط شاركوا في الاقتراع، وفق الأرقام التي نشرتها اللجنة العليا المستقلة للانتخابات. بالإضافة إلى ذلك، يجب القول أنه حتى هذه النتيجة لم يتحصل عليها إلا بعدما قام بتحريف المسار الديمقراطي. النتائج التي تم الإعلان عليها لا تمثل إرادة التونسيين ولا تعبر على طموحاتهم. ” واضاف الجندوبي ” لقد تم تحقيق هذه النتائج في جو ساده القمع والمخالفات للقانون وفي ظل وجود لجنة انتخابية غير محايدة وغياب مرشحين منافسين وتقليص هامش حرية المراقبين. في الحقيقة هي مهزلة انتخابية تضاهي المهازل الانتخابية التي تنظمها الأنظمة الدكتاتورية العربية وأخرى على غرار روسيا. 

مع هذه الانتخابات لقد عشنا اللحظات الأخيرة للنظام الديمقراطي في تونس والذي كنا نصبو إليه بعد ثورة 2011، ونشهد عودة الأنظمة القمعية إلى السلطة. ما يحمله المستقبل لتونس هو المزيد من الحرمان والشقاء. سعيد أعلن في خطابات شعبوية أنه واثق من “النصر المبين” وأن بلاده تخوض “حرب تحرير وطنية”، لكنها في الواقع موجهة ضد النخبة السياسة والاقتصادية والعلمية. لم يسبق لتونس أن كانت منقسمة ومكسورة مثل ما كانت عليه تحت حكم  قيس سعيد فهو متأكد  أن النخبة خانت الشعب التونسي وتآمرت عليه. 

لكن قيس سعيد لم يقترح أي حل لإخراج تونس من محنتها. لذلك بات التونسيون يشعرون بالغضب وبالتعب. حتى الذين ساندوه وصوتوا عليه في 2019 بحكم أنه رجل نزيه  يشعرون بنفس الغضب والعياء. “

وحول لملفات التي يجب أن يعالجها قيس سعيد بعجالة؟ 

قال الجندوبي “المسألة الأولى هي ذات رمزية كبيرة وتتمثل في إعادة الثقة للتونسيين. لكن هذا مستحيل في ظل مثل هذا الحكم الدكتاتوري الناشئ. الكفاءات تغادروالشباب يغادرون البلاد رغم المخاطر التي تحدق بهم. أرباب العمل يتركون تونس وينشؤون شركات في الخارج. البلاد لم تعد تستقطب مستثمرين أجانب بسبب انعدام الأمن القانوني. كما صارت تتميز بانعدام الأمن بالنسبة للأجانب، لا سيما المهاجرين غير النظاميين الذين يأتون من منطقة الساحل ويتعرضون إلى معاملات غير إنسانية. “

حت حكم قيس سعيد تونس تواجه كل أنواع المشاكل. بدءا من المشاكل الاقتصادية وعدم تمكن السلطات من إرساء مشاريع جديدة إضافة إلى تفاقم أزمة الديون الخارجية رغم الخطابات الوطنية والسيادية التي يفتخر بها سعيد. على الصعيد الاجتماعي، التونسيون يعانون من البطالة ومن نقص المواصلات ومن تدني قدرتهم الشرائية. في الحقيقة تونس وكأنها وعاء معرض للانفجار في أية لحظة. 

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

احدث التعليقات

error: Content is protected !!