قال رفيق عبد السلام وزير الخارجية السابق وصهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي أنه يتصور إن أحمد الشرع (أبو محمد الجولاني) قائد هيئة تحرير الشام في سوريا سينتهي الى رحلة الغنوشي في تونس،
.وقال عبدالسلام في تغريدة له اليوم “أتصور ، إذا تجاوزنا بعص التفاصيل هنا أو هناك، فإن أحمد الشرع في سوريا سينتهي الى رحلة الغنوشي في تونس،.فقد بدأ الغنوشي اسلاميا جذريا في رحلته الجامعية في دمشق ثم باريس، وانتهى به المطاف اسلاميا عقلانيا يؤصل لفكرة الحرية والسماحة والتعددية داخل الإطار الإسلامي العام بعيدا عن المذهبيات والانتماءات الحصرية منذ رجوعه الى تونس بداية سبعينات القرن الماضي ثم مبادرته بتكوين حرجة الاتجاه الإسلامي سنة 1981 قبل أن تتحول للنهضة.
خطاب الشرع بأن سوريا تسع الجميع وبكل مكوناتها المذهبية والدينية والاثنية، وأن الإسلام يشكل مرحعية عامة للمجتمع من دون نزعة تدخلية في حياة الناس، مع انتهاج سياسة الحوار والتوافق العام يبعده تدريجيا عن خط “الإسلامية الجهادية” ويقربه من وجوه كثيرة من طرح نهضة في تونس والغنوشي تحديدا، الفارق الوحيد هو أن الثورة في تونس لم تتمكن من كسر الدولة العميقة وتوقفت في منتصف الطريق، خصوصا مع انقلاب سعيد عليها، بما لم يعط مزيدا من الوقت للغنوشي لتنزيل أفكاره والمضي بها للنهاية من موقع القوة والتمكن، في حين أن الشرع جاء محمولا على كتف ثورة جذرية جمعت بين العسكري والشعبي بما يمنحه فرصة تاريخية لتنزيل أفكاره الجديدة في بيئة سورية تحمل الكثير من سمات التشابه مع البيئة التونسية التي ذهبت أشواطا بعيدة في مسار التحديث بكل ايجابياته وسلبياته. ليس العيب أن يتطور المرء بل العيب أن يجمد في مكانه فلا يتجدد ولا يغتني فكرا وتجربة، بشرط أن يكون هذا التطور متوازنا يفرق بين الثوابت والمتغيرات، وعلى رأس هذه الثوابت قضية فلسطين والانتباه لخطر الأعداء التاريخيين المتربصين شرا بأمة العرب والإسلام. قد يقول قائل إن الغنوشي رغم كل اعتداله ومكابدته السياسية فهو يقبع في سجن سعيد بتونس وهذا دايل على فسل مشروعه، ، ولكن تقديري أن ذلك لا يعني انتصارا لسعيد و نهاية لمشروع الغنوشي بقدر ما يفسح المجال في المستقبل القريب لاستئناف الغنوشي لرحلته الفكرية والسياسية التي بدأها بعد الثورة مع مزيد من التهذيب والصقل سواء بشخصه أو مع تلاميذه وأتباعه”
https://x.com/RafikAbdessalem/status/1869362366657204377.”