تمكن، عشية عيد الأضحى، أفراد فرقة التدخل للدرك الوطني الجزائري ، بالحجار، من تفكيك أخطر شبكة دولية للتهريب والمتاجرة بمادة المرجان المحظورة نحو تونس ودول أوروبية، تم خلالها حجز قوارب من صنع تقليدي ومعدات هامة قيمتها ملايين الدينارات تم استخدمها من طرف عناصر هذه الشبكة الدولية لاستخراج وتهريب المرجان نحو وجهات مجهولة.
وأسفرت هذه العملية النوعية، حسب ما نقلته صحيفة الخبر الجزائرية ، عن القضاء على كلبين من فصيلة “بيت بول” تم إطلاقهما من طرف عناصر هذه الشبكة الدولية على أفراد الدرك الوطني من أجل تعطيل وشل تحركاتهم. ما مكن مجموعة من المهربين من الفرار نحو وجهة مجهولة على متن زورق مطاط كان مركونا على ضفاف وادي سيبوس.
وحسب شهود عيان، فقد ضبط عناصر الدرك الوطني لفرقة التدخل، خلال عملية المداهمة الفجائية، التي تمت في حدود الساعة التاسعة ليلا، قاربين وأكثر من 100 قارورة أوكسجين و20 لباس غطس “محترفا” تفوق قيمته في السوق 50 مليون سنتيم للوحدة، إضافة إلى حجز محركات من نوع “سوزوكي” وشباك صيد المرجان و”جهاز تنفس” يتم جلبه بالعملة الصعبة بقيمة 300 مليون سنتيم جزائري ، ويستخدم هذا الجهاز الهام من طرف المهربين في حالة تعرض الغطاسين إلى حالات إغماء وفقدان للوعي أثناء عملية صيد المرجان.
وأضافت مصادر محلية، أن جلب أفراد شبكات تهريب المرجان لهذا الجهاز الهام، المفقود في السوق الوطنية، نتيجة تعرض العديد من الغطاسين الجزائريين والتونسيين، الذين يتم توظيفهم من طرف بارونات التهريب، إلى الاختناق والموت بسبب غياب هذا الجهاز على مستوى القوارب التي يتم استخدامها لصيد المرجان بطريقة غير شرعية.
فجلب أفراد شبكات التهريب لهذا الجهاز سببه تزايد حالات الوفاة في أوساط الغطاسين، آخرها وفاة شاب من مدينة الحجار، في طريقه إلى مصحة خاصة بتونس بعد تعرضه إلى نوبة اختناق حادة أثناء عملية استخراجه مادة المرجان من عمق يزيد عن 60 مترا.
ذكرت المصادر ذاتها، أن شل نشاط هذه الشبكة الدولية تم ليلا، إثر حصول مصالح الدرك الوطني على معلومات استخباراتية هامة، مفادها وجود ورشات ومخابئ يتم استخدامها من طرف أفراد هذه الشبكة الدولية في إخفاء تجهيزات هامة لصيد وتهريب المرجان نحو تونس وأوروبا. ما أسفر خلال عملية بحث مستمرة على طول ضفاف وادي سيبوس عن العثور على “ورشة متنقلة” داخل الأحراش يصعب على أجهزة الأمن الوصول إليها.

