الرئيسيةأستاذ الاقتصاد الهادي زعيم يرد على التفاؤل المفرط للحكومة

أستاذ الاقتصاد الهادي زعيم يرد على التفاؤل المفرط للحكومة

في تعليقه على اعلان رئيس الحكومة أمس بان نسبة التضخم ستشهد تراجعا خلال السنة المقبلة قال أستاذ الاقتصاد في الجامعة التونسية السيد محمد الهادي زعيم  في حديث لجريدة الصحافة الصادرة اليوم ” ان هذه التصريحات ليست مبنية في الحقيقة على ارضية صلبة او موضوعية خاصة في ما يتعلق بالتضخم الذي يتوقع مزيد ارتفاعه في الفترة القادمة لا سيما مع مزيد هبوط قيمة الدينار التونسي.وهذا التوجه يدعمه ما جاء في بيان صندوق النقد الدولي الذي يعتبر ان الدينار التونسي ما يزال فوق قيمته الحقيقية وبالتالي سيتواصل هبوطه في الفترة القادمة ونتيجة ذلك ستكون حتمية على مستوى ارتفاع التضخم أكثر. ”

كما قال زعيم بان نسبة النمو التي تم تحقيقها خلال الثلاثي الأول من العام الجاري هي ايضا ليست مؤشرا على حدوث انتعاشة فعلية بل كانت نتيجة لتحسن ظرفي متأت من موسم فلاحي طيب لا دخل للحكومة فيه ،وليس لها فيه ناقة ولا جمل. اما لو كانت هذه الانتعاشة متأتية من قطاعات اخرى مصدرة وتمثل مصدرا هاما للعملة الصعبة مثل قطاع الفسفاط والسياحة عندها يمكن القول حسب المتحدث بأن الانتعاشة صلبة ويمكن الاعتماد عليها وتاكيدها .

وشدد المتحدث على ان القراءة المتأنية والموضوعية للواقع تفند تحسن المؤشرات الذي يتم الترويج له من الأطراف الحكومية قائلا « أتوقع أن يواصل الدينار هبوطه ولا أرى مؤشرا قد يوقف ذلك أما نسبة التضخم فسترتفع أكثر وبالتالي ستتواصل صعوبات الاقتصاد التونسي في الفترة القادمة».

وأوضح أستاذ الاقتصاد بان التصريحات الاخيرة تصب في خانة حرب اعلامية سياسية على حكومة اصبح مطعون في خياراتها وفقدت ثقة الأطراف الفاعلة فيها وليس لها مشروع إلا ما يمليه عليها صندوق النقد الدولي وهي تلبسه لباس الإصلاحات الكبرى بالتالي فهي تدافع عن نفسها وعن وجودها بما اوتيت من امكانيات وعبر الخروج بخطاب يظهر نجاحها حتى تستعيد الثقة فيها ولو أدى الأمر إلى التمويه او الاعتماد على حلول ظرفية. وحسب الأستاذ زعيم فإن الأزمة في الوضع الراهن هي أزمة سياسية بالأساس و يجب حلها والتفكير في استنباط أنموذج اقتصادي حقيقي ومشروع بديل لا نتحمل تبعاته الفئات الضعيفة لا يدفع ثمنها الشرائح محدودة الإمكانيات وقال زعيم ان المطلوب اولا تحقيق الاستقرار السياسي وفي نظره فإن ذلك ليس مرتبطا ببقاء الحكومة اوالتشبث بها بل لعل رحيلها هو الذي سيحقق الاستقرار السياسي و يساعد على القيام بانطلاقة جديدة حتى يستعيد الاقتصاد التونسي عافيته وفق قوله.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!