خلافا للصحافة الفرنسية التي سعت لتحويل وجهة الانتخابات التي جرت في تونس ووضعها في خانة التشكيك حتى ان احدى الصحف اعتبرت فوز السبسي هو عناون على انتصار على الثورة الا ان الصحف الأميركية فقد اهتمت بنتائج جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة التونسية، من زاوية اخرى
فصحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية، فقد جاء في افتتاحيتها، ليوم الاثنين، إنَّ الداعين للديمقراطية حول العالم عليهم الاحتفال بالطريقة التي سارت بها الانتخابات التونسية وبالنتيجة؛ نظرًا لأنَّ تونس هي مهد ثورات الربيع العربي وتُعد التغيير الايجابي الوحيد في المنطقة
وأضافت الجريدة أنَّ تفضيل الناخبين السبسي على المرزوقي يدل على رغبتهم في تحقيق الاستقرار واختيارهم تطبيق إصلاحات اقتصادية فورية على رأس قائمة الأولويات
وأشارت الجريدة إلى أنَّ نسب التعليم المرتفعة واتجاه الشعب إلى النموذج الأوروبي وعلاقته القوية مع فرنسا من أهم أسباب نجاح الانتخابات، فضلاً عن أنَّ الغالبية السُّنِّيَّة للبلاد ساعدت على تفادي وقوع أحداث طائفية مثل تلك التي وقعت بين السُّنَّة والشيعة في دول أخرى مثل العراق
كما أشارت الجريدة الأميركية إلى وجود تحديات كبيرة أمام السبسي، أهمها الفارق بين الشمال الغني والجنوب الذي عانى التهميش، مؤكَّدة أنَّ الإقبال الضعيف للناخبين صغار السنِّ يدل على عدم اقتناعهم بكلا المرشحيْن
أما جريدة هافينغتون بوست الأميركية، فقالت إنَّ الانتخابات التونسية حالة خاصة يتمنى الجميع استمرارها لمدة أطول من الحكومات التي ظهرت في غيرها من الدول، لأنَّها دليلٌ على إمكانية وجود حكم ديمقراطي في المجتمعات الإسلامية التي عانت فترات طويلة الحكم السلطوي والقمع
وصفت الجريدة نجاح السبسي بـالتاريخي الذي يكمل التحوُّل الديمقراطي في تونس
وأشارت إلى أنَّ تونس محل اهتمام كثير من الدول وذلك لانضمام عدد كبير من التونسيين إلى التنظيمات المتشددة مثل «داعش» و«أنصار الشريعة» و«القاعدة»، في ظل الفوضى السياسية التي عمت البلاد عقب الثورة
أما جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية، فتقول إنَّ حصول السبسي على غالبية الأصوات في شمال تونس كان متوقعًا، مشيرة إلى أنَّه على الرئيس المنتخَب التركيز على جنوب البلاد ومنع تهميشه من خطط التنمية وتفادي حدوث اضطرابات به.وأكدت جريدة «فاينانشيال تايمز» أنَّ فوز السبسي يؤكد سيطرة التيارات المدنية على الهيئات المنتخَبة في تونس، إذ حصل حزب «نداء تونس» على غالبية المقاعد في الانتخابات البرلمانية
وحذَّرت الجريدة الأميركية من وقوع اشتباكات أو انقسامات بين التيارات المختلفة نتيجة تقارب نسب التصويت بين المرزوقي والسبسي ووجود حزب «النهضة» بقوة في البرلمان، لكن هذا يتوقف على كيفية تعامل حزب «نداء تونس» والسبسي مع التيارات الأخرى

