حذرت النقابة التونسية للفلاحين من انهيار جل المنظومات الفلاحية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج بصفة ملموسة في السنوات الأخيرة ما اثر على مردودية القطاع الفلاحي عموما في تونس.
وقال رئيس النقابة، كريم داود، الثلاثاء، خلال ندوة صحفية تحت شعار “أين نحن ذاهبون بفلاحتنا”، إن القطاع الفلاحي يعيش أزمة عميقة انعكست على المستهلك من خلال عدم توفر بعض المنتوجات على غرار الحليب والبيض والزبدة والحبوب.
وأثار المسؤول النقابي مسألة الزيادات المتتالية في مدخلات الإنتاج من محروقات ومبيدات وأسمدة وبذور وأعلاف بنسب تراوحت بين 50 و300 بالمائة مستغربا من ارتفاع قيمة بعض أصناف الأعلاف من 400 إلى 900 دينار للطن الواحد بينما لم ترتفع أسعار إنتاج الحليب إلا ببضعة مليمات. وقال انه من غير المعقول مواصلة الإنتاج وترويجه بأقل من الكلفة.
ونبه الى انه في حال تواصل تراجع مردودية عدد من القطاعات على غرار الحليب والبيض والدواجن فان مصيرها سيكون الاضمحلال والاندثار، محملا الحكومة والأحزاب السياسية مسؤولية ما وصل إليه القطاع الفلاحي من هون وضعف.
وأعرب داود عن تخوفه من انهيار المنظومات الفلاحية في ظل سياسات فلاحية غير مجدية وغير محفزة للشباب الراغب في الاستثمار في القطاع الفلاحي مشيرا إلى أن معدل عمر الفلاح في تونس حاليا يتجاوز 60 عاما.
ولإنقاذ القطاع الفلاحي، دعا الى ضرورة تدعيم الإنتاج الفلاحي على غرار ما هو حاصل في الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الأوروبي وكشف الأسعار الحقيقية على مستوى الإنتاج اضافة الى إيجاد حلول جذرية لملف تمويل الفلاحة وتسهيل النفاذ إلى القروض مع مراجعة نسب الفائدة الموظفة عليها.
وانتقد رئيس النقابة التونسية للفلاحين صمت السلطات المعنية وفي مقدمتها وزارتي التجارة والفلاحة وتجاهلهم لمطالب الفلاحين داعيا إلى مواصلة الحوار بين مختلف الاطراف

