الرئيسيةأخبار تونسبدأنا نقترب من معدلات الدول الأوروبية : تونس نحو مجتمع أكثر شيخوخة

بدأنا نقترب من معدلات الدول الأوروبية : تونس نحو مجتمع أكثر شيخوخة

في وقت تتجه فيه أغلب دول القارة الإفريقية نحو معدلات خصوبة مرتفعة تتجاوز أحيانًا خمسة أطفال لكل امرأة، تبرز تونس في شمال القارّة كأحد الاستثناءات الديموغرافية البارزة، بمعدل خصوبة لا يتجاوز 2.3 طفل لكل امرأة. وهو رقم يضع البلاد ضمن الدول ذات الخصوبة المنخفضة مقارنة بالمتوسط الإفريقي، ويقارب معدلات الدول الأوروبية المتقدمة.

تحول ديموغرافي بدأ منذ عقود

تراجع الخصوبة في تونس ليس وليد اللحظة، بل نتاج سياسات اجتماعية وصحية طويلة، من أبرزها:

  • برامج تنظيم الأسرة التي انطلقت منذ ستينات القرن الماضي؛
  • ارتفاع مستوى التعليم، خاصة لدى الفتيات؛
  • توسّع مشاركة المرأة في سوق الشغل؛
  • تغيّر نمط الحياة وتراجع حجم العائلة التقليدية.

هذه العناصر مجتمعة جعلت تونس تتقدّم في مسار الانتقال الديموغرافي، لتصبح من بين الدول الإفريقية الأكثر استقرارًا من حيث النمو السكاني.

— بدأنا نقترب من معدلات الدول الأوروبية : تونس نحو مجتمع أكثر شيخوخة
خريطة إفريقيا تكشف الفوارق

المعطيات الحديثة حول الخصوبة في القارّة تُظهر تباينات كبيرة:

  • أعلى معدلات الخصوبة مسجّلة في وسط وغرب إفريقيا: النيجر (5.9)، تشاد (5.9)، الكونغو الديمقراطية (5.9)، مالي (5.8)، وموريتانيا (5.4).
  • في شمال إفريقيا، تتقارب المؤشرات حول 2.3 إلى 2.7 طفل لكل امرأة: تونس (2.3)، الجزائر (2.7)، ليبيا (2.7)، مصر (2.7).
  • أما في الجنوب الإفريقي، فتنخفض الخصوبة هي الأخرى: جنوب إفريقيا (2.2)، بوتسوانا (2.7)، ناميبيا (2.7).

هذا التفاوت يعكس مراحل مختلفة من التحول الديموغرافي داخل القارّة، حيث لا تزال بعض الدول تشهد نموًا سكانيًا سريعًا، مقابل استقرار نسبي أو بداية شيخوخة سكانية في دول أخرى.

انخفاض الخصوبة في تونس يفتح بابًا لنقاشات اقتصادية واجتماعية جديدة. فالتراجع المستمر في عدد المواليد، مقابل ارتفاع أمل الحياة، يعني:

  • شيخوخة أسرع للسكّان؛
  • ضغطًا متزايدًا على منظومات التقاعد؛
  • ضرورة ملحّة لإعادة التفكير في سياسات التشغيل والهجرة والإنتاجية.

** معظم الدول الأوروبية تقع تحت مستوى 1.9 طفل لكل امرأة .

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!