علم موقع تونيزي تيليغرافان مجلسا وزاريا انعقد أول أمس استعرض باسهاب معضلة المعاهد النموذجية في تونس ومدى نجاعتها وحسب مصادرنا فان وزير التربية حاتم بن سالم قدم عرضا مطولا حول هذا الموضوع الذي تجري دراسته حاليا من قبل الدوائر المختصة بوزارة التربية وتقييم النتائج التي وصلنا اليها منذ انطلاق تجربة المعاهد النموذجية
الذي لا يخفي بن سالم موقفه السلبي منها لكنه يفضل الاعتماد على دراسة علمية وموضوعية لاتخاذ القرار المناسب في شأنها
وخلال الأسبوع الماضي وفي تصريح لوسائل الاعلام بمدينة القصرين على هامش احياء اليوم الجهوي للعلم قال بن سالم أنه في السنوات القادمة قد يتم الاستغناء عن المعاهد النموذجية لأنها خلقت شرخا كبيرا بين التلاميذ.
بن سالم استغل مناسبة الاحتفال بيوم العلم الجهوي بمدينة صفاقس ليضع اصبعه على الداء الذي ينخر المعاهد النموذجية ، قائلا “إنه أمام ما لوحظ اليوم من رداءة مستفحلة في مؤسسات التربية والتي القت بظلالها على مؤسسات التربية النموذجية لا يمكن التراجع عما تم إقراره والامضاء عليه من قبل سلطة الإشراف بخصوص عدم النزول تحت 15 من 20 كمعدل للدخول للمدارس والمعاهد النموذجية”.
وفي السياق ذاته، ذكر وزير التربية انه قد تم تسجيل هذه السنة طرد 2770 تلميذا من المعاهد النموذجية باعتبار أن معدلاتهم لا ترتقي إلى المستوى المطلوب، كما انه تم تسجيل لأول مرة هذه السنة عدم نجاح عدد من التلاميذ الذين غادروا النموذجي في امتحان الباكالوريا داعيا الرأي العام سيما الأولياء والتلاميذ المحتجين على مسألة التزام الوزارة ب15 معدل للدخول إلى المسلك النموذجي إلى ضرورة النظر إلى هذه المسألة باكثر موضوعية وجدية
وخلال الدورة الاخيرة للدخول الى المعاهد النموذجية لم ينجح سوى 1364 تلميذا بحصولهم على معدل يساوي أو يفوق 15 من عشرين من جملة 11964 تلميذا ناجحا في مناظرة امتحان شهادة ختم التعليم الأساسي العام (النوفيام) دورة 2018 تحصلوا على معدل يساوي أو يفوق 10 من 20
وأفاد مدير عام ادارة الامتحانات بوزارة التربية عمر الولباني في تصريح ل(وات) ان عدد الناجحين في مناظرة النوفيام الذين تأهلوا للدخول للمعاهد النموذجية لم يتجاوز نصف المقاعد المخصصة والبالغ عددها 3150 مقعدا موزعة على 26 معهدا نموذجيا، موضحا ان طاقة الاستيعاب على المستوى الوطني تم ضبطها بناء على جملة من الشروط من اهمها الحصول على معدل لا يقل عن 15 من 20
وأفاد الولباني في هذا الشأن، ان عدد الناجحين في صفوف الذكور بلغ 4322 اي بنسبة 36.13 بالمائة، مقابل نجاح 7642 تلميذة اي بنسبة 63.87 بالمائة، مشيرا الى نسبة النجاح العامة قد شهدت تراجعا طفيفا الى 45.94 بالمائة مقابل 51 بالمائة خلال الثلاث سنوات الأخيرة.
ولاحظ ان النتائج تكاد تكون “دون المتوسط”، كاشفا ان “50 بالمائة من الاعداد المتحصل عليها دون 10 من 20 خاصة في مادة العربية والفرنسية والرياضيات وعلوم الحياة والأرض، وهو ما يعكس تواضع مكتسبات التلاميذ في المواد المذكورة طيلة مرحلة كاملة”، حسب تقديره.
وذكر مدير عام الامتحانات في هذا الاطار بان 26044 تلميذا شاركوا في اجتياز هذه المناظرة من مجموع 30611 تلميذا مترشحا مشيرا الى ان العدد الجملي للتلاميذ المرسمين في السنة التاسعة أساسي يبلغ 120 الف تلميذ.
وبالاضافة الى المعاهد النموذجية ينتظر ان تضع وزارة التربية استراتيجية شاملة لمواجهة الدروس الخصوصية التي تحولت الى كابوس يرهق ميزانية العائلات التونسية ويدمر أعصاب أبنائها . علما بان العديد من التلاميذ يحرمون من تقضية عطلتهم الصيفية ليتفرغوا للدروس الخصوصية في حر الصيف وهو ما يؤثر سلبا على قدرتهم على مواجهة العودة المدرسية في ظروف طبيعية .

