عاشت جامعة منوبة خلال الفترة الأخيرة حركية كبيرة خلال عمليات انتخابات المجالس العلمية ومديري المؤسسات الجامعية وتتواصل هذه الحركية خلال الأيام القادمة لانتخاب مجلس الجامعة ورئيسها وتتميز جامعة منوبة بالمقارنة مع غيرها من الجامعات التونسية بما افرزته الانتخابات من نتائج فقد فاز في هذه الانتخابات قرابة نصف الأساتذة الجامعيين من جنس الإناث سواء في معهد الصحافة أو في معهد التوثيق أو في معهد تكنولوجيات التصميم أو في معهد الاقتصاد الرقمي أو في معهد البيوتكنولوجيا أو في المدرسة الوطنية لعلوم الإعلامية وتبرز هذه الانتخابات ما وصلت إليه المرأة التونسية من مكانة متميزة في دروب العلم والمعرفة ولكنها تبرز بالخصوص ما وصلت إليه الأسرة الجامعية في منوبة من نضج وترفع عن اعتبارات الجنس لاختيار المترشح الأكثر قدرة على التسيير ويبدو أن هذا التمشي الراقي سيتاكد خلال الأيام القادمة عند انتخابات المسيرين المباشرين لجامعة منوبة أي مجلس الجامعة ورئيسها فالمترشحون لرئاسة جامعة منوبة ثلاثة سيخلف أحدهم قامة جامعية كبيرة هو الأستاذ شكري مبخوت وتبدو حظوظ المترشحين الثلاثة متفاوتة فالاستاذ رياض الفالح المدير الحالي لمعهد الملتيميديا قدم برنامجا مستلهما من عالم الرقميات ويبدو من خلال الحوامل الدعائية مغري وجذابا بالنسبة للأساتذة الشبان على الأقل ولكن إشعاعه يبدو محدودا اعتبارا للحج الصغير للمؤسسة التي ينتمي إليها وهو بالتالي غير معروف على نطاق عريض داخل الجامعة. وفي المقابل يحظى المترشح الأستاذ الحبيب كزدغلي العميد الحالي لكلية الاداب بشهرة واسعة لدى الراي العام بعد المواجهات التي عرفتها كليته مع الإسلاميين المتشددين في بدايات الثورة ولكن انتماءه الحزبي اليساري قد يكون باعث للخشية من تحويل جامعة منوبة إلى مسرح للنزال السياسي مثلما حدث في كلية الاداب وقد أثبتت انتخابات المجلس العلمي الجديد لكليته فشله في استقطاب زملائه داخل الكلية لفائدة القائمة التي ناصرها أما المترشح الثالثة فهي الأستاذة جهينة غريب النائبة الحالية لرئيس جامعة منوبة والأستاذة المختصة في إدارة المؤسسات وقد تتحمل المترشحة عبء بعض الاخفاقات السابقة في إدارة الجامعة ولكن تجربتها صلب الجامعة إلى جانب الدكتور شكري مبخوت اكسبتها معرفة واسعة بمختلف المشاكل والرهانات المطروحة عل الجامعة ومكنتها من التعرف على مختلف أساتذة الجامعة واعتبارها مختصة في علوم الإدارة فإنها تبدو اقدر على تسيير الجامعة وعلى وضع استراتيجية واضحة لتأمين تكوين جيد للطلبة وضمان إشعاع أكبر للجامعة على المستوى الدولي لذلك تبدو حظوظ ها وافرة في الفوز في هذا السباق الانتخابي الصعب وبذلك يكون حضور المرأة في هياكل التسيير الجامعي سابقة لم تشهد لها مثيل الجامعات التونسية

