يبدو ان الأزمة حول تصدير الكراس المدرسي التونسي الى المغرب تحول الى ما يشبه كرة الثلج
فبعد ان اطلق المصدرون التونسيون صيحة استغاثة لدى الجهات الرسمية التونسية وخاصة وزارة الخارجية لاحتواء الازمة بعد ان اتخذت السلطات المغربية قرارا بمنع دخول الكراس التونسي الى المملكة نقلت أمس الاثنين صحيفة العلم المغربية اتهامات صادرة عن ثلاث شركات مغربية متخصصة في صناعة الورق عددا من المصدرين التونسيين للكراس المدرسي إلى السوق المغربية، موضحة أن هذه السوق كانت هدفا للممارسات “الاحتيالية” من جانب المصدرين التونسيين. وأضافت هذه الشركات المغربية أن الصادرات التونسية إلى المغرب من الكراسات، حققت أرباحا كبيرة للمنتجين التونسيين خلال السنوات الأخيرة، معتبرة أن الهوامش الربحية المكتسبة كانت غير مشروعة، ومن شأنها الإضرار بالصناعة المغربية.
وفي أفريل الماضي دعا عضو الغرفة النقابية للطباعة والورق المنضوية تحت الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة معز الوكيل الحكومة التونسية إلى تدخل دبلوماسي عاجل، في ظل اتخاذ السلطات المغربية قرارًا حمائيًا ضد دخول صادرات تونس من الكراس المدرسي، يقضي بفرض إتاوات تتراوح بين 31 و51 في المائة.
وقال الوكيل في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء يوم 17 أفريل الماضي إن الحكومة المغربية أقرت حزمة ضرائب تجاه المنتجات التونسية من الكراس المدرسي، التي كانت معفاة من دفع المعاليم الديوانية في خطوة قد تفضي إلى المنع أو الحد من صادرات تونس من هذه المنتجات في المستقبل.
وأضاف أنه يمكن للحكومة بحث الملف مع السلطات المغربية لإلغاء هذا القرار أو اتخاذ حزمة إجراءات من باب المعاملة بالمثل
واندلعت الأزمة في ماي 2017 حين شرعت كتابة الدولة للتجارة الخارجية المغربية في طرح قضية لدى الدوائر المختصة بالقضاء المغربي تتهم من خلالها مصدرين تونسيين باغراق السوق المغربية بعد ان اشتكى عدد من الموردين المغاربة مما اعتبروه منافسة غير شريفة من قبل المصدرين التونسيين
اصحاب مؤسسات صناعة الورق قدموا بيانات وارقام تؤكد افلاس ثلاث مؤسسات مغربية من بينها المؤسسة الرائدة في صنع الورق كونابا التي اضطرت الى غلق أبوابها سنة 2004
كما اكدوا ان الكراس التونسي سيطر على السوق المغربية بنسبة عالية 87 بالمئة سنة 2015 و89 بالمئة سنة 2016 علما بان المغرب شهدت خلال السنة الماضية تطورا كبير في استهلاك الورق المدرسي الذي تجاوز نسبة 55 بالمئة .
وتصدر تونس زهاء 7 آلاف طن من الورق المستخدم في صناعة الكراس إلى المغرب ضمن سوق تسيطر عليها شركتين واستهلاك محلي في السوق التونسية يناهز 12 ألف طن سنويًا.
وبيّن الوكيل أن تصدير 7 ألاف طن من الكراس للمغرب يدر زهاء 30 مليون دينار سنويًا مما يجعل السوق المغربية من بين أهم الأسواق التصديرية لمنتجات الكراس المدرسي.

