بعد ساعات قليلة عن اعلان هشام المشيشي رئيس الحكومة عن انطلاق حكومته في العمل على اعداد مخطط انقاذ اقتصادي بالتشاور مع حزامها السياسي والشركاء الاجتماعيين رحب عبد اللطيف المكي القيادي في حركة النهضة بمبادرة وزير المالية السابق نزار يعيش لانقاذ الاقتصاد وهو ما يحيل المتابعين للشأن المحلي على سؤال يتعلق بمدى التزام حركة النهضة بما يطرحه رئيس الحكومة هشام المشيشي
ففي تدوينة له اليوم كتب المكي قائلا ” معرفتي بالسيد نزار يعيش تعود الى اشهر قليلة حين كنا عضوين في الحكومة. لقد لفت الانتباه بجديته وكفاءته و حبه للبلاد.كنت اشعر بالصدق وهو يقدم برامجه وتقديراته. بعد خروجه من الحكومة بقي يشتغل على برنامج لإنقاذ اقتصاد البلاد، وهو رجل واسع الاطلاع على كل المعطيات المالية الوطنية والدولية، ولقد عرض هذا البرنامج على الكثيرين مستقلين ومن الأحزاب للإثراء وكنت من بينهم وهو برنامج جدي ومعقول. هو يضع هذا البرنامج على ذمة الفاعلين والحوار الوطني، وفي هذا الاطار عرضه على رئاسة الجمهورية. أما التطبيقية فقد أنجزها كحل الاختلاف حول كيفية تشريك الشباب غير المنتظم في أحزاب وجمعيات كي لا يعرقل هذا الاختلاف الحوار. هذا الجهد يقوم به بمعزل عن أي غاية شخصية ولقد رتب اوضاعه الشخصية على اساس العودة الى العمل بالخارج في مدة وجيزة. هذه كلمة حق أقولها تفاعلا مع بعض التعليقات حول السيد نزار يعيش بعد لقائه رئاسة الجمهورية. أقول هذا لكي لا تأكل البلاد أبناءها وتعاملهم باحترام.”
وبالأمس أعلن المشيشي خلال اجتماع ضم ممثلي حزامه السياسي ومن بينهم حركة النهضة ” أن الحكومة انطلقت في العمل على مخطط الإنقاذ الاقتصادي، بالتشاور والتنسيق مع الأحزاب والكتل الداعمة والشركاء الاجتماعيين ومختلف مكونات النسيج الاقتصادي، عبر بسط الخطوط العريضة والأولية لهذا المشروع بغرض توفير الدعم له والاجماع حوله.وأكد رئيس الحكومة أنه سيتم بسط مكونات هذا المخطط على أنظار الأحزاب والكتل الداعمة للحكومة ووضع كل الخبراء على ذمتهم والاستماع لكل مقترحاتهم وتصوراتهم حول هذا المشروع وكيفية اثرائه ليكون مخططا تشاركيا يجمع كل المتدخلين، ويمكن من توفير كل ممهدات النجاح للخروج من الوضع المالي الصعب الذي تعيشه بلادنا.
ويأتي تصريح المكي في وقت أعلن فيه عماد الحمامي القيادي في حركة النهضة إنّ عديد القيادين في الحركة لا يدعمون حكومة هشام المشيشي ويطالبون بمراجعة موقف الحركة تجاه اسنادها، في إطار مراجعة مواقف الحركة وإدخال الاصلاحات، مضيفا أن ّ الأطراف المنادية بالإصلاح داخل الحركة أصواتها لا تُسمع.
واعتبر عماد الحمامي خلال حضوره اليوم الاثنين 29 مارس 2021 في برنامج كلوب اكسبراس أن الحركة ستخسر الانتخابات القادمة إذا لم تبدأ الاصلاحات الضرورية وأنّ المجموعة الداعية لهذه الاصلاحات لا تجد أي مجال للحوار داخل الحركة لإيصال صوتها وأفكارها وهو ما دفعها للخروج إلى الإعلام ليس بغاية الاستقواء به أو لضرب واجب التحفظ والخروج عن الانضباط وإنما بسبب عدم وجود تساو للفرص داخل الحركة للتعبير عن الآراء.
وأفاد عماد الحمامي بأنّ هناك نقاشا متواصلا داخل الحركة حول إسناد حكومة هشام المشيشي على اعتبار أن الموقف الرسمي للحركة مازال دعم وإسناد حكومة المشيشي حسب تعبيره، في حين أن ّهناك طيفا آخرا صلب حركة النهضة يتبنّى رأيا مخالفا وهو أن تكون هذه الحكومة حكومة تصريف أعمال قبل بدء الحوار الوطني.

