عبر ممثلو الشركات الأجنبية، الحاضرون بقمة شمال افريقيا للبترول والغاز التي تحتضنها الجزائر ، عن تخوفهم من حدوث هجمات محتملة لتنظيم “داعش”، تستهدف الشركات البترولية في دول شمال إفريقيا، خاصة بعد تمركز “داعش” في مدن ليبية، رغم اعترافهم بالاستقرار الأمني الذي تعرفه الجزائر، مقارنة مع الدول المجاورة لها.
وتفاجأ جميع المشاركين في القمة، التي تعقد للمرة الثانية في الجزائر، بغياب مسؤولي سوناطراك عن التظاهرة التي حضرها أكثر 356 مشارك ممثلين لمؤسسات وطنية ودولية، والمنظمة مثل كل مرة من طرف المؤسسة “إينرجي إكسشنج”، لاسيما أن الجزائر تحضر للإعلان عن المناقصة الدولية الخامسة للتنقيب واستغلال النفط، ما يعني أن الشركة الوطنية أصبحت مقتنعة بأنه لا الوضع الاقتصادي الحالي للبلاد ولا تقلبات أسعار النفط في الأسواق النفطية، سيسمحان بإعادة بعث الاستثمار الأجنبي في الجزائر، ما جعلها تؤخر الإعلان عن المناقصة الدولية الخامسة إلى “أجل غير مسمى”، بعدما كانت مبرمجة قبل نهاية السنة الحالية.
وأكد رئيس مؤسسة استشارات المخاطر لشمال إفريقيا، جيوف بورتر، أن تهديدات “داعش” بمنطقة شمال إفريقيا تعد “مشكلا بالنسبة للشركات البترولية الأجنبية التي أصبحت مستهدفة”، مذكرا بمختلف الهجمات التي شنتها الجماعات الإسلامية المسلحة في المنطقة، في مقدمتها الاعتداء الإرهابي على تيڤنتورين والهجمات الأخرى في دول الشرق الأوسط، محذرا من تمركز “داعش” بليبيا وتجنيد العديد من شباب المغرب في تنظيم “داعش”.
في نفس الإطار، ثمن جيوف بورتر المجهودات التي قامت بها الجزائر لتأمين المنطقة، لاسيما أنها نجحت في تجنب ربيع عربي، على غرار ما حدث في الدول المجاورة لها. ولخص نفس المسؤول أهم العوامل التي تحول دون استعادة دول المغرب العربي مستواها الإنتاجي التاريخي، في تقلبات أسعار النفط الحالية، إلى جانب تواجد تنظيم “داعش” بالمنطقة. وأجمع العديد من الخبراء الحاضرين في القمة العاشرة للبترول والغاز، على أن انخفاض أسعار البترول المسجل حاليا في الأسواق الدولية سيستمر لسنوات أخرى، ما سيخيب آمال الحكومة الجزائرية التي تنتظر انتعاشا لهذه الأسعار على المدى القصير للخروج من الأزمة الاقتصادية التي تتخبط فيها الجزائر منذ أكثر من سنة. وأفاد نائب رئيس شركة “شال” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بأن شركته “تنتظر أسعارا منخفضة نسبيا على المدى الطويل”، فيما أكد رئيس مؤسسة استشارات المخاطر لشمال إفريقيا، جيوف بورتر، أن الأسعار ستبقى “منخفضة خلال الخمس إلى السبع سنوات المقبلة”، مشيرا إلى أن التكيف مع الأسعار الجديدة سيمثل تحديا للجزائر ودول أخرى مثل ليبيا لزيادة إنتاجها. ومن جهته، أوضح ألكس هاينز، نائب رئيس تطوير الأعمال الإقليمي للشرق الأوسط وإفريقيا، أن “انخفاض أسعار النفط سيؤخر تجسيد مشاريع قطاع المحروقات في الجزائر”.

