في مشهد يتكرر بشكل متزايد على الطرقات التونسية، يعمد عدد من الأولياء، خاصة من الرجال، إلى وضع أطفالهم الصغار على حجورهم أثناء القيادة، في تصرف لا يخلو من الاستهتار. هذا السلوك، الذي يبدو بسيطًا أو “عفويًا” للبعض، يخفي وراءه مخاطر جمّة قد تكون قاتلة، ليس فقط للطفل، بل لكل من يوجد داخل السيارة أو على الطريق.
يُجمع خبراء السلامة المرورية على أن جلوس طفل في حجر السائق أثناء القيادة يُعتبر سلوكًا بالغ الخطورة، إذ يكفي توقف مفاجئ أو حادث بسيط ليتحوّل الطفل إلى “مقذوف بشري” نتيجة قوة الاصطدام.
الأخطر من ذلك، هو أن الوسادة الهوائية (Airbag) التي يُفترض أن تحمي السائق، قد تصبح قاتلة للطفل في حال انفتاحها المفاجئ.
كما أن تحركات الطفل غير المتوقعة تشكل عامل تشتيت مباشر للسائق، مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث بنسبة عالية. وإضافة إلى المخاطر الصحية والنفسية، يعد هذا السلوك خرقًا واضحًا لقانون المرور الذي يفرض استعمال مقاعد أمان مخصصة للأطفال في المقاعد الخلفية.
أرقام مرعبة: أكثر من 1100 قتيل سنويًا على الطرقات التونسية
وفق أحدث البيانات الصادرة عن المرصد الوطني للسلامة المرورية، سجّلت تونس خلال سنة 2024 ما لا يقل عن 1,169 وفاة نتيجة حوادث المرور، وهو رقم لا يختلف كثيرًا عن عام 2023 الذي شهد 1,216 حالة وفاة، في وقت تم تسجيل 5,687 حادثًا و7,786 إصابة.
أما منذ بداية سنة 2025 وحتى مطلع جوان، فقد سُجّلت 449 وفاة و2,673 إصابة في 2,043 حادثًا، مع تراجع بنسبة 19% في عدد الحوادث مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لكن عدد القتلى بقي مستقرًا تقريبًا.
وتُظهر المعطيات أن شهر أفريل 2025 كان الأكثر دموية بـ105 وفاة، متبوعًا بشهر ماي بـ102 وفاة.
تشير الإحصائيات إلى أن:
- 40.7% من الحوادث ناتجة عن التشتت والإهمال أثناء القيادة
- 14% بسبب السرعة المفرطة
- أكثر من 10% بسبب عدم احترام الأولوية
وهي سلوكيات تتفاقم مع استخدام الهاتف،- هناك من يعمد الى كتابة رسائل عبر هاتفه الجوال وهو وسط طريق سيارة – أو وجود الأطفال في المقاعد الأمامية، أو حتى القيادة تحت التوتر.

