أكد المدير الإقليمي لصحيفة “زمان” التركية المعارضة بالشرق الأوسط تورغوت كارامهميت أوغلو، أن سقوط الإخوان في مصر كان بمثابة انهيار لحلم الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في عودة الخلافة العثمانية.
وأوضح كارامهميت، الذي التقاه موقع 24 بالقاهرة، أن إردوغان أصبح كالمرشد الأعلى في إيران، مشدداً على ازدواجية أردوغان الذي كان أداءه جيداً في العشر سنوات الأولى إلا أن الفساد بدأ يظهر في النظام التركي ويستشري إلى حد انفجار الشعب في وجه هذا الفساد بداية من العام 2013. وإلى نص الحوار.
كيف ترى المشهد في سوريا الآن؟
الأوضاع الآن في سوريا صعبة للغاية، خاصةً أن النظام التركي بقيادة إردوغان ضد المصالحة السورية لأن مصلحته واستفادته الرئيسية مع استمرار الحرب في سوريا، من خلال علاقته المباشرة مع قيادات وعناصر داعش، كذلك فالنظام الإيرني لا يرغب في تحقيق المصالحة بين الأطراف السورية لأن استمرار الحرب يصب أيضاً في مصلحته من خلال استخدام الأذرع الشيعية له في سوريا والعراق واليمن لتحقيق السيطرة على المنطقة، فإيران تستخدم الصراع الطائفي كذريعة لتحقيق أهدافها السياسية.
كما أن السبب الرئيسي لتدخل روسيا عسكرياً في سوريا، كان تأكد موسكو من خلال وثائق، وجود علاقات وثيقة بين نظام إردوغان وقيادات داعش في سوريا، لتحقيق مصالح للطرفين، على عكس ما يعلنه إردوغان ونظامه عن محاربة داعش والإرهاب، بجانب طبعاً سعي روسيا للحفاظ على حليفها بشار الأسد وتحقيق تواجدها وحماية مصالحها في سوريا.
أنت المدير الإقليمي لأكبر صحيفة تركية معارضة، كيف ترى الأوضاع الأخيرة في تركيا؟
الشعب التركي على وشك الانفجار في وجه إردوغان ونظامه بسبب الفساد الذي استشرى في البلاد، كما أن ازدواجية إردوغان تثير غضب الشعب، فهو يهاجم إسرائيل ويصل الهجوم أحياناً إلى حد السباب، وفي الوقت ذاته يقيم معها علاقات سياسية واقتصادية كبيرة، كما ستجده دائماً ما يؤكد على دعمه للمملكة العربية السعودية ودول الخليج في موقفها ضد إيران، ويظهر رئيس الوزراء في نفس اليوم يؤكد على متانة وقوة العلاقات التركية الإيرانية، رغم أن الشعب التركي بطبيعته لا يحب إيران، من يتأمل المشهد التركي الحالي يرى أن إردوغان في تركيا أصبح كالولي الفقيه في إيران.
ماهي ملامح علاقة إردوغان بالإخوان، في رأيك؟
إردوغان دائماً ما يستخدم الإخوان وغزة والعداء لإسرائيل كورقة رابحة قبل الانتخابات، لكي يكسب ود من يؤيدون الإخوان في تركيا ومن يحملون العداء لإسرائيل ويتعاطفون مع غزة، إلا أن العلاقة بين إردوغان والإخوان هي علاقة منفعة في المقام الأول وليست دفاعاً عن أفكار يؤمن بها، فسقوط الإخوان في مصر كان بمثابة انهيار لحلم إردوغان في عودة الخلافة العثمانية مرة أخرى بقيادته، فهو يعلم جيداً أن السيطرة على مصر من خلال وجود الإخوان في الحكم يعني الاقتراب من تحقيق حلمه بأن يصبح خليفة عثمانياً جديداً، خاصةً وأن شيخه يلقبه بالخليفة المؤمن، كما أنه يعلم أن جماعة الإخوان في مصر لها أذرع وكيانات في معظم الدول العربية كحركة النهضة في تونس وغيرها.
كما أن أردوغان أصبح يتبنى فكرة الإسلام السياسي واستخدام الدين في تحقيق أغراض سياسية، على عكس السابق، ما جعل الشعب التركي يشعر بالضيق بسبب هذه الأفكار التي أدت لسقوط وانهيار أي دولة تتبناها.
اشرح لنا أسباب الأزمة بين صحيفة زمان وأردوغان؟
صحيفة زمان هي الصحيفة الأكثر انتشاراً في تركيا، حيث أنها توزع أكثر من مليون نسخة، كما أنها أهم صحيفة معارضة لنظام أردوغان، والأزمة تصاعدت بين إردوغان وصحيفة زمان حين نشرت الصحيفة وقائع فساد تخص رجل أعمال إيراني دفع رشاوى لبعض أعضاء حكومة حزب العدالة والتنمية ومن بين الذين حصلوا على الرشاوى ابن إردوغان، بالطبع الصحيفة لم تنشر مثل هذه الوقائع إلا من خلال مستندات ووثائق وأحكام قضائية تثبت تورط المسؤولين بالحكومة وابن إردوغان، ما جعل إردوغان يحاول بشتى الطرق إخماد صوت المعارضة المتمثل في صحيفة زمان، لأنه لا يحقق بالديمقراطية التي دائماً ما يتحدث عنها.
ما الذي تتوقعه بالنسبة لمستقبل أردوغان السياسي؟
في البداية أحب التأكيد على أن أردوغان كان جيداَ في أول 10 سنوات، إلا أن الفساد بدأ يظهر في تركيا من العام 2011، لكن الشعب تحرك ضد هذا الفساد في العام 2013 لأن إردوغان سعى للسيطرة على حزب العدالة والتنمية من خلال إقصاء من كانوا يتصدرون المشهد معه مثل الرئيس السابق عبد الله غول وغيره. وأتوقع أن يحدث الكثير من الانشقاقات عن حزب العدالة التنمية بعد عام أو عام ونصف من الآن، بسبب اعتراض الكثير من القيادات داخل الحزب على سياسات إردوغان التي تضر بالحزب وبتركيا، كما أتوقع أن يؤسس هؤلاء المنشقون أحزاباً أخرى تنافس حزب العدالة والتنمية.
