الرئيسيةأخبار تونسما حقيقة وجود "30 مليون حساب وهمي في تونس" على شبكات التواصل...

ما حقيقة وجود “30 مليون حساب وهمي في تونس” على شبكات التواصل الإجتماعي

أثار تقرير متداول خلال الأيام الماضية، نُسب إلى ما يسمى “معهد تكنولوجيا المعلومات ونزاهة الفضاء السيبراني” في الولايات المتحدة، جدلًا واسعًا بعد ادعائه وجود ما يصل إلى 30 مليون حساب وهمي أو شبه آلي على شبكات التواصل الاجتماعي في تونس (فيسبوك: 12.000.000 + 8 ملايين تيك توك + 6 ملايين إنستغرام + 4 ملايين X تويتر سابقا )

غير أنّ تحليلًا معمّقًا للتقرير كشف أنه يفتقر إلى المصداقية العلمية والمنهجية، وسط مؤشرات قوية على كونه وثيقة غير رسمية أو مُصطنعة بالذكاء الاصطناعي.

غياب المؤسسة المصدرة للتقرير

تبيّن من خلال البحث في السجلات الرسمية والأكاديمية الأمريكية عدم وجود أي مؤسسة تُدعى:

Information Technology & Cyber Integrity Institute (ITCII)

كما لا يمتلك “المعهد” موقعًا إلكترونيًا، أو رقم إيداع، أو فريقًا بحثيًا معلنًا، ما يجعل مصدر الوثيقة مجهولًا وغير قابل للتحقق.

اعتراف صريح داخل الوثيقة بنماذجخيالية

من أبرز النقاط التي أثارت الاستغراب احتواء التقرير على عنوان واضح في قسم المنهجية:

Methodology (Fictional Models)
أي “المنهجية (نماذج خيالية)”.

وهو ما ينسف أسس الوثيقة من الداخل، إذ لا يمكن لأي مؤسسة علمية أن تعتمد نماذج خيالية لتقدير أرقام بهذا الحجم.

— ما حقيقة وجود "30 مليون حساب وهمي في تونس" على شبكات التواصل الإجتماعي
أرقام غير منطقية مقارنة بالواقع التونسي

يدّعي التقرير وجود 30 مليون حساب غير أصيل يتفاعل مع البيئة الرقمية التونسية، في حين أنّ:

  • عدد سكان تونس يُقدّر بـ 12 مليون نسمة
  • عدد مستخدمي الإنترنت لا يتجاوز 9 ملايين وفق أحدث الإحصائيات

ما يجعل الرقم المعلن مستحيلًا رياضيًا ولا يستند لأي قاعدة بيانات أو خريطة استخدام حقيقية.

نماذج تقنية “مخترعة”

النماذج التي اعتمدها التقرير، مثل:

  • Behavioral Density Projection Model (BDPM)
  • Cross-Platform Identity Duplication Scan (CPIDS)
  • Regional Cyber Activity Heatmap (RCAH)

لا وجود لها في أي مرجع علمي متخصص في الأمن السيبراني، ولا تعتمدها شركات التحليل الكبرى مثل Mandiant أو CrowdStrike أو Graphika.

من دون مراجع أو بيانات

الوثيقة، التي جاءت في شكل صفحات قليلة بلا توقيعات أو جداول أو رسومات بيانية أو حتى مصادر، لا تحمل أي عنصر من عناصر التقارير الأكاديمية أو التقنية المعتمدة، ما يعزز فرضية أنها وثيقة مركّبة وليست صادرة عن جهة بحثية حقيقية.

شركات التواصل الكبرى تنفي أي نشاط واسع النطاق في تونس

تشير تقارير الشفافية الصادرة عن منصات Meta وTikTok وGoogle إلى أنه لم يتم رصد أي نشاط غير أصيل واسع النطاق في تونس خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتناقض جذريًا مع مضمون التقرير المتداول.

وفق كل المؤشرات التقنية والمنهجية، يتضح أن التقرير المتداول:

  • غير موثّق
  • غير صادر عن جهة معروفة أو معترف بها
  • يقدّم أرقامًا غير منطقية
  • يعتمد “نماذج خيالية” يعترف بها داخل النص نفسه
مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!