تونس : 29.01.2015
سئل رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير عن سر تفوقه في اكثر من مناسبة على خصمة في حزب المحافظين جون ميجر فقال ان الامر بسيط للغاية انا من يقود حزب العمال وهو يقوده حزب المحافظين وتقودنا هذه الشهادة الى ما يحدث داخل حركة نداء تونس من صراع على المواقع غادر جدران مقر الحزب الناشئ الى العلن
سواء على شاشات التلفزيون او امام مصادح الإذاعات او في الصحف الورقية والالكترونية مما يؤشر الى غياب أي انضباط حزبي واخلاقي سيؤدي حتما اذا ما تواصلت الحالة الى تفكك الحركة التي عول عليها عدد كبير من الناخبين لاخراج البلاد من حالة الفوضى والارتباك الى غد مشرق
نحن لا ندعو الى ان تكون حركة نداء تونس شبيهة بالحركات الستالينية اين يسود الانضباط الاعمى وقانون الصمت فمن حق أي منخرط في الحزب مهما كان موقعه ان يعبر عن ارائه بكل حرية لكن ضمن الأطر المعروفة وليس كما اتفق والحالة التي نتابعها في الحركة وخاصة ما يصدر عن قيادييها من تصريحات تزداد حدتها يوما بعد يوما وخاصة مع مناسبة تكليف عدد منهم في مواقع وزارية او استشارية بقصر قرطاج فالعملية انطلقت مع تصريح للسيد خميس قسيلة الذي لم يتردد في وصف كل من رافع بن عاشور ومحسن مرزوق بانهما خطر على حركة نداء تونس وعلى البلاد ولم يكد يخمد غبار هذا التصريح ليلتحق بالركب السيد عبدالستار المسعودي الذي اعلن صراحة قبل يومين بان رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب هو حبيس لمستشاريه الثلاثة وهو محسن مرزوق ورضا بلحاج ورافع بن عاشور وهذا الكلام لا يؤذي حركة نداء تونس وقياديها فحسب بل يؤذي رئيس الجمهورية الذي يتهمه المسعودي موضوعيا بسوء التدبير والاختيار وكانما الرئيس لم يحسن اختيار مستشاريه بل تعمد اختيار سجانيه الذين يمنعونه من الاتصال بمن خارج اسوار قصر قرطاج ثمة شيئ من الطموح المفرط لدى العديد من قياديي حركة نداء تونس وهذا امر طبيعي ولكن الطموح الذي يؤدي الى تحطيم البيت فوق رؤوس الجميع فهذا يوضع في خانة التهور السياسي يحتاج الى مراجعة ذاتية عاجلة وكذلك الى دعوة صارمة للانضباط خلال متابعتي للحملة الانتخابية الرئاسية الفرنسية في جولتها الأولى بفرنسا كنا مجموعة من الإعلاميين من مختلف الجنسيات نتابع اطوار الحملة داخل مقر الحزب الاشتراكي بباريس وكان يشاركنا عدد من السياسيين الفرنسيين الذين أطروا على حماسة القيادية في الحزب الاشتراكي الفرنسي مرتين اوبري في الدفاع عن مرشح الحزب فرنسوا هولاند وحين سالت احدهم ومالعجب في ذلك فاخبرني بان اوبري سوف لن تنال من فوز الرئيس أي شيئ بعد ان رفض طلبها بتراؤس حكومته القادمة في حال الفوز عارضا عليها حقيبة وزارية هامة الا انها فضلت البقاء في منصبها كرئيسة لبلدية ليل الفرنسية ورغم ذلك لم يخفت نشاطها في الدفاع عن زعيم الحزب ومرشحيه لانها كانت تدافع عن فكرة امنت بها وليس بمنصب تصل اليه فوق جثث الجميع ولم تدر بخلدها تلك المقولة الشهيرة انا وبعدي الطوفان
جمال العرفاوي

