الذي استمع بالأمس الى مداخلات عدد من نواب قلب تونس سيجد نفسه أمام معارضين حقيقيين للحكومة وللحليف الاخر حركة النهضة
فالنائب أمال الورتتاني لم تتردد في الاستهجان من دعوة رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان راشد الغنوشي الى رئيس الحكومة هشام المشيشي باستعجال تمويل صندوق الكرامة قائلة ان الجوع والتهميش والوضع الصحي المتردي الذي يعاني منه الشعب تونس أولى باهتمامنا بهذا الصندوق .
الورتتاني لم تتوقف عند هذا الحد بل طرحت قضية وفاة كل من الجيلاني الدبوسي والمنصف الطرابلسي اللذين قضيا نحبيهما زمن حكم التروكيا في ظروف مسترابة والأهم من هذا كله دعت الورتتاني لمن سبقها من نواب في الائتلاف الحكومي الذين تحدثوا عن تعرضهم للتعذب زمن حكم بن علي بالتوقف عن ذلك ” التعذيب مدفوع الأجر ليس بتعذيب ومن قبض تعويضات عن تعرضه للتعذيب لا ينبغي أن يذكره بشرف “
زميلها في الكتلة النائب فؤاد ثامر كان تدخله قويا هو الاخر وهو يصف وضع الحريات حاليا في تونس بالأسوأ من نظام بن علي .
اذ شدد فؤاد ثامر على القول عن ما اعتبره ” عودة الممارسات القديمة والمداهمات الليلية تمثل نكسة بالنسبة للديمقراطية في تونس- ماهو جدوى وجود هذه الهيئة إذا استمر التعذيب داخل السجون ومراكز الاحتفاظ والايقاف؟- للأسف لازال بعض الأمنيين يعمدون على القيام بانتهاكات ضدّ حقوق الانسان من تعذيب وعنف ومداهمات ليليّة “
يبدو واضحا ان داخل قلب تونس من يسعى بالنأي بنفسه عن الحزام السياسي الذي يعتقد أنه أضر بالحزب أكثر مما نفعه وأن المطلوب اليوم وضع نهاية للتوافق الأعمى الذي لا يقدم شيئا لا للحزب ولا للبلاد .

