علمنا من مصادر ديبلوماسية مطلعة عادة أنه بات من غير المستبعد أن تعلن السلطات التركية أن الداعية المصري شخصية غير مرغوب فيها في تركيا. وينتظر أن يحال غنيم خلال الأيام القليلة القادمة على القضاء التركي لمواجهة تهم تتعلق بالتحريض والتهجم على رئيس دولة شقيقة وتأتي هذه الأخبار في وقت أكد فيه سفير تركيا لدى تونس عمر فاروق دوغان، أن سلطات بلاده بصدد اتخاذ إجراءات قضائية ضد تهجم غنيم، على جهات تونسية بينها الرئيس الباجي قائد السبسي.
وحسب وكالة الأناضول للأنباء، فانه«منذ وقوع التهجمات كانت السلطات التركية مهتمة جداً، وستقوم بما يلزم لمواجهة هذا الأمر»، دون مزيد من التفاصيل.
وشدد على أن السلطات التركية ستسرع الإجراءات الضرورية اللازمة في هذه المسألة.
وفي شريط فيديو مسجل نشره الداعية المصري المقيم في مدينة إسطنبول، على موقع يوتيوب، هاجم غنيم، البرلمان التونسي وقيادات في حركة النهضة التونسية، كما اتهم رئيس البلاد بـ«الكفر» بسبب دعوته، في 13 أوت الجاري، إلى المساواة في الميراث بين الرجال والنساء، وإلى تغيير قانون يمنع زواج التونسية المسلمة من غير المسلم.
وفي السياق، قال السفير التركي، إنه تبادل الآراء، مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، بخصوص «الشخص المصري» (وجدي غنيم)، المقيم في إسطنبول، والذي تفوه ببعض التهجمات ضد الرئيس التونسي، ورئيس مجلس نواب الشعب، محمد الناصر، إضافة إلى نواب بالبرلمان، وكذلك ضد الشعب التونسي.
وأضاف: «وزير الخارجية التونسي كان مسروراً جداً بتبادل نفس الآراء مع السلطات التركية، وقال إن هذا النوع من التهجمات لا يمكن إلا أن يقوي روابطنا ولا يمكن إلا أن يقرب الشعبين والسلطتين في شراكة إستراتيجية مربحة للطرفين».
ووصف دوغان، تصريحات غنيم، بأنها «تهجمات قوية لا يقبلها الشعب ولا السلطات التركية».
وتابع: «تركيا التي عانت من التدخلات الخارجية لا يمكن أن تقبل أي تدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة وخاصة دولة مقربة مثل تونس».
من جهتها، قالت وزارة الخارجية التونسية، في بيان، الجمعة، أن السفير التركي عمر فاروق دوغان، أبلغها بأن «سلطات بلاده شرعت في اتخاذ إجراءات لمقاضاة وجدي غنيم».
وفي الأثناء اعتبرت صحف تركية محسوبة على التيار العلماني أن تهجمات غنيم على تونس هي تهجمات على تركيا التي تمنح قوانينها حق المساواة في الارث بين النساء والرجال
وعلى اثر التصريحات الخطيرة الصادرة عن الداعية المتطرف استدعت وزارة الشؤون الخارجية التونسية عمر فاروق دوغان، سفير جمهورية تركيا بتونس إلى مقر الوزارة.
خلال هذا اللقاء عبرت السلطات التونسية عن استنكارها الشديد لهذه التصريحات واستغرابها من استغلال هذا الشخص لإقامته في تركيا للتهجّم على الدولة التونسية ورموزها.
واعتبارا للعلاقات الوطيدة التي تربط البلدين الشقيقين، فقد دعت الخارجية التونسية الدبلوماسي التركي إلى إبلاغ عاصمته طلب الحكومة التونسية أن تتبنى السلطات التركية رد فعل سريع على هذه التصريحات المشينة وأن تتخذ كل الإجراءات اللازمة ضد هذا الشخص.
وفي ردّه، أكّد السفير التركي تفهّمه الكلي للموقف التونسي واعتبر تصريحات المدعو غنيم «غير مقبولة» وأنه تابع ردود فعل الرأي العام التونسي التي تلت التصريحات والتزم بإبلاغ سلطات بلاده بفحوى اللقاء الذي دار بمقر الوزارة.
وكان وجدي غنيم فر الى تركيا بعد الاطاحة بنظام الاخوان المسلمين في مصر وحكم عليه بالاعدام لتورطه في أعمال ارهابية.

