الرئيسيةأخبار تونسوسائد "تاكاتا" الهوائية: ما الذي يجب أن يعرفه كل سائق تونسي؟

وسائد “تاكاتا” الهوائية: ما الذي يجب أن يعرفه كل سائق تونسي؟

بينما يتسارع في أوروبا وتحديداً في فرنسا أكبر استدعاء في تاريخ صناعة السيارات بسبب وسائد هوائية قاتلة من إنتاج الشركة اليابانية “تاكاتا”، وهو ما يستدعي تحرك عاجل من قبل الجهات المعنية في تونس وخاصة وزارة النقل و المرصد الوطني لسلامة المرور.

وسائد “تاكاتا” المتورطة في هذه الفضيحة التقنية العالمية تحتوي على نترات الأمونيوم كمادة دافعة للانفجار عند الحوادث، غير أنها تصبح شديدة الخطورة مع مرور الوقت، خاصة في المناخات الحارة والرطبة مثل تونس، حيث يتدهور هذا المركب الكيميائي ويؤدي إلى انفجار غير متحكم فيه، يقذف بشظايا معدنية قاتلة نحو السائق أو الراكب الأمامي.

وبعد وفاة سائقة جديدة قرب مدينة “رانس” (Reims)، أمرت الحكومة الفرنسية يوم 25 جوان الماضي بإيقاف 800 ألف سيارة إضافية عن السير، ليرتفع عدد السيارات التي ستتوجّه إلى الورشات إلى 1,7 مليون سيارة في فرنسا وحدها.
والسبب هو الوسائد الهوائية التابعة للعلامة اليابانية “تاكاتا” (Takata)، والتي قد تؤدي انفجاراتها غير المتحكَّم فيها إلى إصابات خطيرة أو حتى الوفاة.

من المستفيد من الصمت؟

لا تزال وزارة النقل والوكالة الفنية للنقل البري ووكلاء السيارات المعتمدين في تونس يلتزمون صمتًا غير مبرر، بالرغم من تزايد الدلائل على أن عددًا غير معلوم من السيارات في تونس – سواء الجديدة أو المستعملة المستوردة – قد تكون مزودة بوسائد “تاكاتا” المعيبة اضافة الى دخول الاف السيارات القادمة من أروروبا خلال هذه الصائفة بمناسبة عودة المهاجرين .

ويزداد القلق حين نعلم أن تونس تستورد سنوياً آلاف السيارات من أوروبا، خاصة من فرنسا وإيطاليا وألمانيا، وهي دول سبق أن أعلنت منذ سنوات عن قوائم طويلة من السيارات المستدعاة بسبب هذه الوسائد.

عدد من حرفاء دار السيتروان أكدوا لنا أن منظومة تحديد مواعيد الفحص الفني للسيارات أصبحت في بعض الحالات تُظهر إشعارات تُحيل بعض أصحاب السيارات مباشرة على الوكلاء بسبب خلل في الوسائد الهوائية وتقوم بتغييرها مجانا . لكن لا يعرف ما اذا كانت جميع العلامات تقوم بهذه الاجراء ام لا كما لا توجد حملات إعلامية لتفسير ما يجري.

أسئلة تنتظر إجابات

  • كم عدد السيارات في تونس المزوّدة بوسائد “تاكاتا” المعيبة؟
  • هل تم إخطار جميع أصحاب السيارات المعنية؟
  • هل شرعت الوكالات المعتمدة فعلًا في استبدال الوسائد المعيبة مجانًا؟
  • لماذا لا تنشر وزارة النقل قائمة علنية بالطرازات وسنوات التصنيع المعنية؟
  • هل تشمل التحذيرات فقط سيارات “سيتروان” أم علامات أخرى مثل “تويوتا” و”هوندا” و”نيسان” و”بيجو” و”فورد” وغيرها؟

وفي غياب معلومات رسمية، يجد المواطن التونسي نفسه أمام قنبلة موقوتة محتملة دون أي وسيلة مباشرة للتحقق أو الحماية. ولتفادي فاجعة قد تحدث في أية لحظة، يُطالب خبراء السلامة المرورية وناشطون مدنيون بـ:

  • إطلاق منصة إلكترونية رسمية للتحقق من أرقام هياكل السيارات المهددة.
  • تنظيم حملات توعية إعلامية للتعريف بخطر وسائد “تاكاتا”.
  • إلزام وكلاء السيارات بالإفصاح عن قوائم السيارات المتضررة واستبدال الوسائد مجاناً.
  • التحقق من وضعية السيارات المستوردة مستعملة من أوروبا، وخاصة تلك المصنّعة بين 2001 و2016.

خلاصة: لا تنتظر الكارثة

ربما لم تسجّل تونس حتى الآن أي وفاة أو إصابة علنية مرتبطة بوسائد “تاكاتا”، لكن التكتم لا يعني الأمان. إن استمرار تجاهل هذا الملف في بلد ترتفع فيه درجات الحرارة صيفًا ويكثر فيه استعمال السيارات المستعملة الأوروبية، هو مقامرة غير مبررة بأرواح الناس.

فهل ننتظر أن تقع المأساة حتى نتحرّك؟

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!