أعلنت رئاسة الجمهورية الجزائرية، مساء يوم 10 نوفمبر 2025، عن إصدار عفو رئاسي خاص لفائدة الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، استجابةً لطلب تقدّم به الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير لأسباب واعتبارات إنسانية.
وجاء في بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية ما يلي: تلقى رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، يوم 10 نوفمبر 2025، طلبًا من السيد فرانك فالتر شتاينماير، رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية الصديقة، يتضمن إجراءَ عفوٍ لفائدة بوعلام صنصال.
وقد تفاعل السيد رئيس الجمهورية مع هذا الطلب، الذي شدّ اهتمامه لطبيعته ودواعيه الإنسانية.
وعملاً بالمادة 91، الفقرة 8 من الدستور، وبعد الاستشارة المعمول بها قانونًا، قرّر رئيس الجمهورية التجاوب إيجابيًا مع طلب فخامة رئيس جمهورية ألمانيا الفيدرالية، الصديق.
ستتكفل الدولة الألمانية بنقل المعني وعلاجه.
ويأتي هذا القرار في إطار ما وصفته الرئاسة الجزائرية بـ”التفاعل الإنساني الراقي بين الدولتين الصديقتين”، مؤكدًا على عمق العلاقات الدبلوماسية التي تجمع الجزائر وألمانيا في السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات الطاقة، والتحول الصناعي، والتعاون الأمني.
الكاتب بوعلام صنصال، البالغ من العمر 76 عامًا، كان قد أدين قبل عامين بتهم تتعلق بـ”إهانة رموز الدولة” و”نشر محتوى من شأنه المساس بالنظام العام”، على خلفية تصريحات ومقالات نُشرت له في الخارج. وصدر في حقه حكم بالسجن لمدة خمس سنوات، نُفذ جزء منه داخل الجزائر قبل أن يتدهور وضعه الصحي مؤخرًا، ما استدعى تدخل الجانب الألماني لاعتبارات إنسانية.
يُذكر أن صنصال، المقيم لفترات طويلة بين الجزائر وفرنسا، يُعدّ من أبرز الأصوات الأدبية الجزائرية المثيرة للجدل، حيث عرف بمواقفه الحادة تجاه الإسلام السياسي وانتقاداته المتكررة للسلطة في الجزائر،
قرار العفو الذي شمل صنصال يُعدّ، بحسب مراقبين، خطوة رمزية ذات بعد دبلوماسي وإنساني، تعكس رغبة الجزائر في تعزيز صورتها الدولية كشريك منفتح ومتعاون مع شركائها الأوروبيين، خصوصًا ألمانيا التي تُعدّ من أهم المستثمرين في مجال الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر في شمال أفريقيا.
ومن المنتظر أن يتم نقل بوعلام صنصال إلى ألمانيا خلال الأيام القليلة القادمة لتلقي العلاج بإشراف السلطات الألمانية، وفقًا لما أكده البيان الرئاسي الجزائري.
