أدّت أمس نائب مجلس نواب الشعب فاطمة المسدي زيارة ميدانية إلى هنشير بن فرحات، بمدينة العامرة بصفاقس، الذي تحوّل لمُخيّم للمُهاجرين غير النظاميين من إفريقيا جنوب الصحراء، وقامت بتوثيق ما عاينته بالصوت والصورة.
ويُظهر فيديو وصور، نشرتها المسدي على صفحتها، على الفايسبيوك، وُجود خيام مُقسّمة حسب “الاختصاص”، حيث رُفعت لافتة على إحداها كُتب عليها “حالات استعجالية”، توفر الأدوية و”الخدمات الطبية”، فيما تُقدّم خيمة أخرى، المواد الغذائية ومواد التجميل، وتمّ تجهيز خيمة أخرى بشاشات و كراسٍ مصنوعة من أكياس الرمل، في مشهد يُشبه قاعة سينما، وكُتب على خيمة أخرى “صالون حلاقة”.
كما تمّ تخصيص خيمة لشحن الهواتف، فيما كُتب على 3 خيمات “هذا مسجد”، وأظهرت إحدى الصور، شخصين يَحملان مُحرّكا يُستعمل لتوليد الكهرباء.
ودعت المسدي، أول أمس ، رئيس الجمهورية إلى “زيارة مخيمات الأفارقة في العامرة ومعاينة الوضع في هنشير ‘بن فرحات’ بالجهة الذي تعتبر وضعيّته مرعبة، من أجل اكتشاف ما يُقصد بوجود دولة داخلة دولة”، مشيرة إلى “وجود إقامات ومستشفيات خاصّة بهؤلاء المهاجرين غير النظاميين بالعامرة”.
وقالت المسدّي، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “صباح الورد”، على الجوهرة أف أم، إنّ “هؤلاء المهاجرين ينتشرون في جميع أنحاء الجمهورية وأحدثوا دولة داخل الدولة خاصّة في منطقة العامرة أي نصبوا مخيّماتهم ووفّروا لأنفسهم جميع المرافق الضرورية للعيش”.
وأكّدت المسدي أنّ “نواب مجلس الشعب ومجلس الأقاليم والجهات وجّهوا جملة من العرائض النيابية والشعبية إلى رئاسة الحكومة من أجل ترحيل المهاجرين غير النظاميين، كما قدّموا مقترح قانون في الغرض”.
ولفتت المسدّي إلى أنّ “المنظمة الدولية للهجرة لا تقوم بدورها كما يجب بخصوص ملف المهاجرين الأفارقة غير النظاميين الموجودين في تونس”، مشيرة إلى أنّ “المنظمة لم تعد تتّصل بهؤلاء المهاجرين من أجل الترحيل الطوعي بل أحدثت مكتبًا بمنطقة الحرق ودعت المهاجرين الراغبين في العودة الطوعية إلى القدوم إلى المكتب مؤكّدة أن ذلك يُشكّل خطرًا على متساكني الجهة”.
وكانت أكدت المنظمة الدولية للهجرة بتونس أنها ستواصل بالشراكة مع الهلال الأحمر التونسي وبقية شركائها، تقديم الدعم الإنساني للمهاجرين الأكثر احتياجاً، مع تركيز خاص على تلبية احتياجاتهم خلال شهر رمضان.
ونفّذت المنظمة الدولية للهجرة في تونس، أكدت خلال الاسبوع الماضي، أنشطة توعوية استهدفت المهاجرين العالقين في العامرة بولاية صفاقس، وذلك بالتعاون مع الهيئة المحلية للهلال الأحمر التونسي بصفاقس وبالتنسيق مع السلطات المحلية في الجهة.
وساهمت هذه الأنشطة، وفق بلاغ للمنظمة على صفحتها على فيسبوك، في تعزيز استجابة المنظمة في مجال الحماية، بالإضافة إلى تقديم معلومات مهمة للمهاجرين حول الفرص المتاحة للعودة الطوعية المدعومة وإعادة الإدماج.
