الرئيسيةأخبار تونسالتربية على وسائل الإعلام والإتصال: تجارب رائدة حول العالم

التربية على وسائل الإعلام والإتصال: تجارب رائدة حول العالم

يتصاعد الجدل في الأوساط التربوية والإعلامية بتونس حول أهمية إدراج مادة “التربية على وسائل الإعلام والاتصال” ضمن المناهج التعليمية الرسمية، في ظل تزايد التحديات المرتبطة بتفشي الأخبار الزائفة، وخطابات الكراهية، والتضليل الرقمي، خاصة بين صفوف الناشئة.

ويعتبر عدد من المهنيين في قطاع التعليم والإعلام أن إدماج هذه التربية لم يعد خيارًا، بل ضرورة تفرضها طبيعة العصر الرقمي الذي يستهلك فيه الأطفال والمراهقون كميات هائلة من المحتوى اليومي دون أدوات نقد وتحليل كافية.

تجارب رائدة حول العالم

وتُظهر تجارب العديد من الدول أن التربية الإعلامية أصبحت ركيزة أساسية في تكوين التلميذ المعاصر، سواء لتعزيز حسه النقدي أو لحمايته من أخطار الفضاء الرقمي.

  • في فنلندا، تُدرّس التربية الإعلامية بشكل عرضي في جميع المواد منذ سنوات، وتُعتبر جزءًا من تكوين “المواطن الرقمي الواعي”.
  • أما فرنسا، فقد سارعت إلى إدراج “التربية على وسائل الإعلام والمعلومات” في مناهجها بعد الهجمات الإرهابية سنة 2015، بإشراف مركز مختص (CLEMI)، ينسق بين المؤسسات التربوية والفاعلين الإعلاميين.
  • في كندا، ولا سيما في مقاطعة كيبيك، تُدمج هذه التربية في مختلف المستويات المدرسية وتُعتبر أداة لمكافحة التنمر الإلكتروني والانزلاقات الرقمية.
  • دول أخرى كـالسويد، ألمانيا، إسبانيا، والمملكة المتحدة تعتمد بدورها سياسات تربوية متقدمة في هذا المجال.

العالم العربي: خطوات خجولة

عربيًا، ورغم وجود بعض المبادرات المحدودة، فإن معظم الدول لم تعتمد بعد التربية الإعلامية كمادة مستقلة. في تونس، تمّ إدراج هذه التربية تجريبيًا في بعض المؤسسات النموذجية، بالشراكة مع منظمات دولية كاليونسكو، غير أن المشروع لم يتحول إلى سياسة وطنية عامة.

أما في لبنان والمغرب، فتوجد مبادرات مجزأة تتراوح بين الورشات التدريبية والبرامج التجريبية داخل بعض المدارس الخاصة، لكنها لا تزال بعيدة عن التعميم.

بين الحاجة والتأجيل

في ظل ما يعيشه التلاميذ التونسيون من تدفق إعلامي غير مضبوط، وانتشار محتوى موجه يفتقر غالبًا إلى المصداقية، يجد كثير من الأولياء والمدرسين أنفسهم في مواجهة تحديات يومية تتعلق بتفسير ما يشاهده الأبناء على الشاشات والمنصات الرقمية.

ويطرح المهتمون بالمسألة عدة تساؤلات: لماذا تتأخر تونس في تعميم هذه المادة؟ ومن يُخشى من تربية تعلّم الأطفال التفكير النقدي والتفكيك والتحليل؟ وهل يُعقل أن يظل التلميذ يستهلك الإعلام دون أن يُدرَّب على فهمه؟

دعوات للإسراع بالتنفيذ

مع ارتفاع منسوب التلاعب بالمعلومة وتزايد الأخطار المرتبطة بالفضاء الرقمي، تتعالى الأصوات المطالِبة بإدراج التربية الإعلامية ضمن المنهج التربوي التونسي، ليس كترف فكري، بل كحاجة ملحة لتعزيز المناعة الفكرية لدى الناشئة، وبناء مواطن قادر على التمييز بين الحقيقة والدعاية، بين المعلومة والتضليل.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!