في تطور جديد يُضاف إلى سلسلة محاولات تهريب المخدّرات إلى تونس، أذنت النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية ببن عروس الأسبوع الماضي لأعوان الفرقة المركزية لمكافحة المخدّرات بالحرس الوطني بمباشرة الأبحاث للكشف عن ملابسات محاولة تهريب حوالي 12.5 مليون حبة مخدّرة عبر حاوية بميناء رادس.
وقد تمّ الاحتفاظ بوكيل شركة على ذمّة التحقيق، فيما أُطلق سراح الموظف الديواني المرافق للحاوية بعد التحقيقات الأولية وهذه العملية ليست الأولى وانما سبقتها عمليات أخرى وبذات الحجم تقريبا .
ليبيا: تهريب على الحدود
سبق وأن ضبط جهاز دعم الاستقرار الليبي في 8 سبتمبر 2022 مواطنًا ليبيًا قرب معبر ذهيبة-وازن الحدودي مع تونس، متلبسًا بحيازة 14,475 حبة “Lyrica” مخدّرة بالإضافة إلى كيلوغرام واحد من الكوكايين الخام. وأكد التحقيق أن المتهم لديه تاريخ طويل في تهريب المخدرات، ما يسلّط الضوء على النشاط المستمر للشبكات العابرة للحدود وتأثيرها على الأمن الصحي والاجتماعي في تونس.
لبنان: شحنة مخدّرة ضخمة
في 6 أكتوبر 2022، أعلنت السلطات اللبنانية عن ضبط حوالي 1.8 مليون حبة كابتاغون كانت مخبأة داخل معدات صناعية متجهة إلى تونس عبر ميناء بيروت. رغم أهمية العملية، لم تُصدر السلطات التونسية أي تعليق رسمي أو متابعة إعلامية، ما يطرح تساؤلات حول جدية معالجة هذا النوع من التهريب.
تظهر هذه الحالات من ليبيا ولبنان وتونس أن تهريب المخدرات والحبوب الهلوسة إلى تونس ليس وليد اليوم، بل هو نشاط مستمر تستغله الشبكات الإقليمية والعابرة للحدود. ويشير الخبراء الأمنيون إلى ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، وتكثيف المراقبة في المنافذ الحدودية والموانئ، وإطلاق حملات توعية مجتمعية للحد من انتشار هذه المخدرات.
محاولات تهريب المخدرات إلى تونس عبر الحدود الليبية واللبنانية والموانئ الداخلية تثبت أن الظاهرة مستمرة ومتجذرة، وتتطلب استراتيجية شاملة ومتواصلة تجمع بين الجهود الأمنية والقانونية والاجتماعية لحماية الشباب والمجتمع من مخاطر هذه المواد.
