الرئيسيةأخبار تونسالتايمز:مروان البرغوثي مرشح بارز لقيادة المرحلة القادمة

التايمز:مروان البرغوثي مرشح بارز لقيادة المرحلة القادمة

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريرًا موسعًا أعدّته محررة الشؤون الدولية كاثرين فيليب، تناولت فيه المكانة التي لا يزال يتمتع بها القيادي الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، معتبرةً أنه يحظى بشعبية وثقة تفوق أيّ قيادي فلسطيني آخر، رغم مرور أكثر من عقدين على اعتقاله في السجون الإسرائيلية.

وتصف الصحيفة مشهد الجدارية المرسومة على جدار الفصل قرب حاجز قلنديا، والتي تُظهر البرغوثي مبتسمًا، مكبّل اليدين، رافعًا ذراعيه عاليًا، باعتبارها رمزًا خالدًا للحظة الأخيرة التي ظهر فيها أمام الفلسطينيين قبل اقتياده لقضاء خمسة أحكام بالسجن المؤبد بعد إدانته بـ”الإرهاب”.

ويروي ابنه عرب البرغوثي، الذي كان في الحادية عشرة من عمره آنذاك، كيف هرع نحو والده في محاولة لعناقٍ أخير، قبل أن يُطرح أرضًا داخل قاعة المحكمة العسكرية. ويؤكد عرب، الذي أصبح اليوم رائد أعمال في مجال التكنولوجيا، أن والده “شخصية موحِّدة” يؤمن بحلّ الدولتين، مشيرًا إلى أن شعبيته تعبّر عن رغبة الفلسطينيين في قيادةٍ ذات مصداقية.

رمز وطني و”مانديلا فلسطيني”


تصف “التايمز” مروان البرغوثي، البالغ من العمر 66 عامًا، بأنه “مانديلا الفلسطيني”، و”أهم سجين في العالم”، و”بطل ومدافع قديم عن حلّ الدولتين”. وتشير إلى أنه لا يزال، حتى اليوم، يتصدر استطلاعات الرأي في الضفة وغزة، متقدمًا بفارق كبير على الرئيس محمود عباس وزعيم حماس خالد مشعل.

وفي التسعينيات، أقام البرغوثي، الذي يتقن العبرية، علاقات مع سياسيين إسرائيليين ودعاهم إلى تسوية قائمة على الندية، محذرًا إياهم من أن “للإسرائيليين حاضرًا بلا مستقبل، وللفلسطينيين مستقبل بلا حاضر”.

مرشح بارز لقيادة دولة فلسطينية مستقبلية


مع تزايد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين وانضمام دول مثل بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا إلى قائمة تضم أكثر من 150 دولة، تعود صورة البرغوثي إلى الواجهة باعتباره المرشح الأوفر حظًا لقيادة أي دولة فلسطينية مستقبلية.

ويرى مسؤولون إسرائيليون سابقون، من بينهم رئيس جهاز “الشاباك” الأسبق عامي أيلون، أن البرغوثي هو “الوحيد القادر على قيادة الفلسطينيين نحو دولة إلى جانب إسرائيل”، نظرًا لإيمانه بحلّ الدولتين وشرعيته المستمدة من السجن.

ملف الأسرى وصراع القيادات


تضيف الصحيفة أن اسم البرغوثي ورد على رأس قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين طالبت حماس بإطلاق سراحهم في صفقات تبادل الأسرى منذ عام 2023، غير أن معارضة شديدة لإطلاق سراحه صدرت من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي يخشى منافسته المباشرة.

ويؤكد عرب البرغوثي أن والده يرمز إلى “القيادة النظيفة المستعدة للتضحية”، في مقابل “نخبة سياسية مترهلة” فقدت ثقة الشارع الفلسطيني.

ظروف قاسية وتهديدات متكررة


تطرّق التقرير إلى المعاملة القاسية التي يتعرض لها البرغوثي منذ 7 أكتوبر 2023، حيث نُقل بين عدة سجون، ووُضع في الحبس الانفرادي، وتعرّض للضرب المتكرر، وسط تقارير عن “محاولة اغتيال” فاشلة. وقد أثار مقطع فيديو نشره الوزير اليميني المتطرف إيتمار بن غفير وهو يهدده داخل زنزانته موجة استنكار واسعة.

ويخشى المفاوض الإسرائيلي السابق غيرشون باسكين من أن تؤدي هذه الظروف إلى إنهاك البرغوثي بدنيًا ونفسيًا، مما قد يُضعف قدرته على القيادة حال الإفراج عنه، رغم قناعته بأنه “سيعود يومًا إلى الساحة السياسية الفلسطينية”.

شعبية لا تتراجع


رغم مرور أكثر من 20 عامًا على اعتقاله، يظلّ مروان البرغوثي، بحسب استطلاعات الرأي، الشخصية الأقدر على توحيد الفلسطينيين حول مشروع وطني جامع، في وقتٍ تعاني فيه السلطة الفلسطينية من أزمة شرعية، وتبحث فيه الجماهير عن بديل حقيقي قادر على الجمع بين الشرعية النضالية والمشروعية السياسية.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!