الرئيسيةأخبار تونسلغز المنصّة «أوشن فالينت» بين بنزرت وإزمير مازال متوصلا

لغز المنصّة «أوشن فالينت» بين بنزرت وإزمير مازال متوصلا

رغم مرور أكثر من تسعة أشهر على حادثة جنوح المنصّة النفطية «أوشن فالينت» (Ocean Valiant) في منطقة الحويشات من ولاية بنزرت، ما تزال هذه المنصّة الضخمة — التي كانت في طريقها من اسكتلندا نحو ميناء إزمير التركي لتفكيكها — ترسو في مكانها.

وقد علمنا ان جرارين بحريين تركيين قد وصلا الى المنطقة للمساعدة على تعويم المنصة قبل نقلها الى وجهتها النهائية .

المنصّة، المملوكة لشركة تركية خاصة، كانت تُسحب بواسطة سفينة متخصصة عندما انقطع كابل الجرّ في ظروف جوية صعبة أوائل شهر جانفي 2025، ما أدى إلى جنوحها قبالة شواطئ بنزرت الجنوبية. السلطات التونسية سارعت حينها إلى تفعيل خطة الطوارئ الإقليمية لمجابهة التلوث البحري وتأمين الطاقم، لتفادي أي تسرّب نفطي أو خطر بيئي مباشر.

وفقًا لبلاغ رسمي صادر عن ولاية بنزرت بتاريخ 14 ماي الماضي، فقد كانت أشغال الإصلاح والتهيئة متواصلة بهدف إعادة تعويم المنصّة تمهيدًا لجرّها نحو تركيا خلال النصف الثاني من شهر جوان

.
البلاغ ذاته أكّد أن عمليات شفط السوائل الملوثة وإزالة أكثر من 40 مترًا مكعبًا من الرمال المتراكمة أسفل الهيكل تمت طبقًا للبروتوكول البيئي المعتمد في تونس، وأن نسبة التقدّم في عمليات اللحام تحت الماء بلغت أكثر من 80%.

لكن بعد ذلك التاريخ، اختفت الأخبار تمامًا: لا بلاغ رسمي، لا صور لعملية الجرّ، ولا تصريح من وزارة البيئة أو وزارة النقل أو حتى من الشركة المالكة ربما لأسباب نجهلها .

مصادر من المنطقة تؤكد أن عملية الجرّ نحو ميناء إزمير مكلفة جدًا، إذ تتجاوز 800 ألف دينار تونسي، وهو ما يحمل على الاعتقادبأن الشركة التركية ترفض تحمّله. ومنذ ذلك الوقت، تُركت المنصّة الضخمة مكانها دون أي إجراءات قانونية أو متابعة رغم حساسية موقعها وقربها من منطقة بيئية بحرية غنية بالأسماك والشعاب الصخرية.

الخبراء يحذرون من أن المنصّات النفطية القديمة — حتى وإن كانت غير نشطة — يمكن أن تتحول مع مرور الوقت إلى مصدر تلوث بحري خطير، خاصةً إذا لم يتم تفريغ خزاناتها بالكامل أو إذا حدث تآكل في الهياكل المعدنية يؤدي إلى تسرّب زيوت أو مخلّفات كيماوية إلى مياه البحر.
وتشير مصادر بيئية إلى أن «أوشن فالينت» قد تحتوي على بقايا زيوت صناعية ومواد تنظيف هيدروكربونية، وأن تآكل أي جزء منها بفعل العوامل الطبيعية قد يؤدي إلى تسرّب محدود لكنه مستمر يؤثر على جودة المياه وعلى الكائنات البحرية القريبة من موقعها.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!