بعد أن قاد بنجاح الديوان الوطني التونسي للسياحة، يعود حلمي حسّين إلى سماء النقل الجوي التونسي من خلال تعيينه رئيسًا لمجلس إدارة شركة “تونس إكسبريس” مع المحافظة على منصبه بالخطوط التونسية بصفة مدير مركزي .
ويمتلك حسّين خبرة تمتدّ لأكثر من ثلاثين سنة في مجال الطيران بين تونس و سويسرا و إيطاليا و المغرب، ما يجعله من أبرز الكفاءات التي تجمع بين الرؤية الميدانية والخبرة الدولية.
ويأتي تعيينه في وقت تواجه فيه الشركة عدة صعوبات تشغيلية. إذ لجأت Tunisair Express مؤخرًا إلى استئجار طائرة من شركة Luxwing المالطية من نوع DH8-400 لتجاوز توقف جزء من أسطولها، وسط تزايد شكاوى المسافرين نتيجة اضطراب الرحلات وتأجيلها، بعضها وصل إلى ساعة 02:30 صباحًا.
وتأتي هذه الخطوة بعد تعليق الهيئة الأوروبية لسلامة الطيران (EASA) لشهادة التشغيل التجاري (TCO) الخاصة بالشركة، ما جعل طائرة TS-LBF خارج الخدمة في مطار تونس قرطاج، في انتظار تسوية الملف الفني والإداري المتعلق بالاعتماد الأوروبي.
وكانت الشركة قد أكدت في بلاغها الصادر يوم 16 أوت الماضي أن رحلاتها الدولية تسير بانتظام وفق البرامج الأصلية، وأن اضطرابات يومي 13 و14 أوت ناجمة عن تحديث تقني مطلوب من وكالة EASA لتحسين منظومة تسيير الرحلات، مؤكدة أن التحديث لا يمسّ معايير السلامة أو كفاءة الطواقم.
غير أن الوضع ما زال معقدًا بعد نحو شهرين، إذ لم تُستأنف الأنشطة بشكل كامل، وما تزال البرمجة المعلوماتية للرحلات قيد التحديث، بينما تعتمد الشركة على استئجار قصير المدى مكلف يشكل عبئًا على المالية العمومية.
ويرى مراقبون أن استمرار هذا الوضع يبرز عجزًا هيكليًا في تسيير فرع النقل الجوي الداخلي ويزيد من الضغط على موارد الدولة في وقت تحتاج فيه البلاد إلى توجيه الاستثمارات نحو مشاريع اجتماعية وتنموية أكثر نجاعة.
وفي هذه المرحلة الحرجة، سيُتوقَّع من حلمي حسّين أن يقود الشركة نحو استقرار تشغيلي مستدام، ويعيد الثقة إلى الركاب، مع مواصلة تطوير الربط الجوي الداخلي وتعزيز السياحة الداخلية والدولية في إطار رؤية حديثة ومستدامة للنقل الجوي التونسي.

