كشفت صحيفة كوريري ديللا سيرا الايطالية في عددها الأخير بأن السلطات الإيطالية والإنتربول يحققان في احتمال تسلل المافيا بين أفراد الجالية الإيطالية المقيمة بتونس .
ويبلغ عدد الجالية الإيطالية بتونس حوالي 8 آلاف، من بينهم 5 آلاف متقاعدين غالبيتهم يقيمون بمدينة الحمامات .
ومن أبرز رجالات المافيا التي لاحقتهم السلطات الايطالية في تونس أنطونيو فيلاردو– الذي شملته تحقيقات رسمية إيطالية تتعلّق بتبييض أموال لفائدة مافيا -“اندارانيجيتا” و الذي حصل على إقامة في تونس.
وفي ديسمبر 2021 نقل “راديو موزاييك” عبر موقعه الإلكتروني عن مصدر مطلع (لم يسمه)، قوله إن وحدة جرائم الإرهاب وسلامة التراب الوطني، نفذت عملية لتوقيف مواطن إيطالي، بالعاصمة تونس على علاقة بالمافيا .
وأضاف المصدر، أن عناصر الوحدة “تمكنت إثر عملية نوعية من الإطاحة بكهل إيطالي الجنسية (لم يذكر اسمه) محل بطاقات جلب قضائية دولية لفائدة القضاء الإيطالي”.
وأوضح أن ذلك “لتنفيذ أحكام سجنية من أجل جرائم السطو المسلح والانخراط في شبكات دولية لترويج المخدرات”.
ولفت أن المواطن الإيطالي من مواليد عام 1964 بمدينة نابولي (جنوب)، “وهو مصنف لدى السلطات الإيطالية كأحد أخطر عناصر المافيا بالبلاد”.
وذكر أن الموقوف “تحصن بالفرار في تونس منذ 2011، حيث تمكن من دخولها بواسطة يخت فاخر”.
وتابع: “العنصر الخطير مسجل لدى مصالح الإنتربول بكل دول العالم حيث صدرت في حقه عديد الأحكام القضائية بالسجن ومذكرات اعتقال دولية”.
واستطرد: “تم نصب كمين له بأحد ضواحي العاصمة، إذ أنه سرعان ما يغير عناوين مقرات إقامته ويعتمد أسلوبا حذرا للغاية في تحركاته”.
واعلنت وسائل اعلام ايطالية يوم أمس أن مواطن إيطالي، وهو عميل سري سابق متقاعد،توفي في الحمامات، بعد تناول مشروب كحولي مصنوع يدويًا، على غرار النوسينو، تم الحصول عليه من تخمير ثمار الخوخ في الكحول .
وبالإضافة إلى الضحية، تم نقل ثلاثة إيطاليين آخرين إلى المستشفى في مركز مكافحة السموم في تونس العاصمة. أحدهم، الذي تم وضعه في البداية في غيبوبة طبية، أصبح الآن في حالة أفضل. كما أن هؤلاء العملاء لم يعودوا جزءًا من مجتمع الاستخبارات: لقد تركوا الخدمة العملياتية وتقاعدوا.
ويبدو أن الأربعة شعروا بالمرض أثناء العشاء بعد تناول مشروب كحولي محلي الصنع.
ووفقًا لرواية الناجين، فإن أول من تناول نفس المشروب، هو العميل السابق لوكالة المعلومات والأمن الخارجية (Aise)، والذي تم تحديده بالأحرف الأولى من اسمه GM، وقد توفي. وبحسب ما علمت “نوفا”، فإن رجلا وامرأة حضرا العشاء وليسا من سكان الحمامات، عادا إلى إيطاليا منذ عدة أيام. وفتحت الشرطة التونسية تحقيقا في الحادث. ورغم أن تفاصيل الفحوصات ونتائج التشريح تخضع لسرية التحقيق، إلا أن مصادر قضائية تونسية أكدت أن سبب الوفاة هو “التسمم بالسيانيد”
وكان العملاء في الماضي جزءًا من فريق شارك في التحقيقات التي بلغت ذروتها في اعتقال أنجيلو سلفاتوري ستراكوزي، المعروف باسم “ملك الخرسانة”، في أوت الماضي بتونس.
وكان الرجل البالغ من العمر 57 عاماً متورطاً في عمليتي “Progresso” و”Progresso 2″ لمكافحة المافيا، لكن لم تتم إدانته قط. وفي عام 2016، صادرت الشرطة المالية أصولا بقيمة 19.5 مليون يورو. ويخضع حاليًا لإجراء احترازي في السجن بإيطاليا، بسبب جرائم مزعومة تتعلق بنقل القيم بشكل احتيالي، وانتهاك حرية المزادات والابتزاز، والتي تفاقمت بسبب أسلوب المافيا.
تم إجراء التحقيقات في Stracuzzi من قبل شرطة باليرمو المالية (Gico)، تحت إشراف مديرية مكافحة المافيا في المنطقة، وبالتنسيق من خلال الإنتربول. كان ستراكوزي قد تعرض بالفعل لإجراءات مصادرة ومراقبة خاصة بسبب صلاته المزعومة مع أغريجنتو كوزا نوسترا، ولا سيما مع منظمة مافيا ليكاتا.