أجرت القوات المسلحة الإيطالية والتونسية 46 نشاطًا مشتركًا هذا العام وحده، 26 في إيطاليا و20 في تونس، مما يؤكد التعاون العسكري الذي اتخذ طابعًا ذا أولوية ليس فقط لأمن البلدين، بل لأمن منطقة البحر الأبيض المتوسط بأكملها. . صرح بذلك الكابتن ماتيو كوسيمانو، الملحق العسكري بالسفارة الإيطالية بتونس، لـ”وكالة نوفا” بمناسبة حفل الاستقبال بمناسبة يوم الوحدة الوطنية والقوات المسلحة الإيطالية الذي أقيم مساء أول أمس 4 نوفمبر بفندق لايكو بتونس.
وتشارك البحرية أيضًا في مناورة اكسبريس فونيكس المتعددة الأطراف حتى 15 نوفمبر. وتضم المبادرة 12 دولة بهدف تعزيز التعاون البحري والأمن الإقليمي. ويشارك في المناورات المشتركة على طول السواحل التونسية أكثر من 1100 جندي ومراقب، ليس فقط من إيطاليا وتونس، بل أيضا من الجزائر وليبيا والمغرب وموريتانيا والسنغال وتركيا ومالطا وبلجيكا وجورجيا والولايات المتحدة.
إن العلاقات بين إيطاليا وتونس، الدولتين المطلتين على البحر الأبيض المتوسط، مبنية تاريخيا على أسس ثقافية واقتصادية وسياسية. وفي العقود الأخيرة، تعززت هذه الرابطة بشكل أكبر بفضل التعاون المثمر في قطاع الدفاع والأمن. ومع ذلك، مع نهاية الحرب الباردة وظهور تهديدات جديدة عابرة للحدود الوطنية، اكتسب التعاون العسكري بين البلدين طابعًا أكثر تنظيمًا واستراتيجية. تقع تونس في منطقة استراتيجية وتعبرها تدفقات المهاجرين، وقد أصبحت شريكا رئيسيا لإيطاليا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في إدارة التحديات المشتركة مثل الإرهاب والاتجار بالبشر وتحقيق الاستقرار في منطقة الساحل.
وأشار كوسيمانو لـ”نوفا” إلى أن “التعاون العسكري في تونس يحتل بالنسبة لإيطاليا المركز الأول ليس فقط من حيث عدد الأنشطة المنجزة، ستة وأربعين هذا العام، ولكن أيضا من حيث الميزانية المخصصة”. وأضاف أن هذا التعاون يتعلق بـ “مشاريع ذات أهمية مطلقة” لتونس وإيطاليا، مثل مركز التكوين المهني للغوص والأنشطة تحت الماء الذي افتتح مؤخرا في جرجيس بولاية مدنين جنوب البلاد. ونتيجة للتعاون الإيطالي التونسي، يساهم هذا المركز في توفير مستوى عال من قابلية التشغيل، خاصة في مجال تربية الأحياء المائية وتركيب منصات النفط والغاز في تونس والخارج. وأضاف الضابط أن “هذه أنشطة تؤمن بها إيطاليا ونعمل من أجلها يوميا في السفارة بتفان وحماس، في انسجام تام مع أصدقائنا التونسيين”، معربا عن أمله في “دفعة إضافية نحو أقصى قدر من الشفافية والمشاركة الصادقة”.
في 23 أفريل الماضي، خلال زيارة وزير الدفاع الإيطالي غيدو كروسيتو إلى تونس، في ختام أشغال الدورة 25 للجنة العسكرية المختلطة الإيطالية التونسية، تم التوقيع على اتفاق يعزز التعاون في هذا القطاع بين البلدين. البلدين، مع أكثر من 46 نشاطًا مشتركًا بين القوات المسلحة الإيطالية والتونسية (26 في إيطاليا و 20 في تونس)، تهدف إلى تعزيز تبادل الخبرات والتدريب والتي تتعلق بالتدريب والعمليات والرعاية الصحية العسكرية وتبادل المعلومات، بما في ذلك المعلومات عبر الأقمار الصناعية، وتعزيز القدرات الدفاعية لكلا البلدين. وتندرج هذه الشراكة في سياق أوسع للتعاون الدولي، بما يتماشى مع أهداف الأمن والاستقرار التي يتم الترويج لها على المستوى العالمي.