تونس
اخبار تونس
نشر موقع “ناشونال إنترست” (National Interest) الأميركي مقالا يسلط الضوء على الأزمة
السياسية في تونس ويحاول استشراف مآلاتها بناء على تطورات الأحداث.
وعرض المقال المشترك -الذي أعدّه الخبيران في السياسة الدكتور كريم مزران مدير مبادرة شمال أفريقيا في
المجلس الأطلسي بواشنطن وسابينا هينبرغ الزميلة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى- 4 سيناريوهات
محتملة لحل الأزمة السياسية في تونس هي:
تنحي قيس سعيّد:
يرى الخبيران السياسيان أن أحد السيناريوهات الأربعة قد يكون تنحي الرئيس التونسي قيس سعيد طواعية تحت
الضغط المتصاعد من قبل المعارضة.
لكنهما يقولان إن هذا السيناريو غير مرجح في المرحلة الحالية. ففي الحالات التي اتخذ فيها رؤساء مستبدون
قرارات بالتنحي تحت الضغوط الشعبية، كان ذلك بتأثير من بعض داعميهم الرئيسيين، ومن أمثلة ذلك تنحي
الرئيس المصري حسني مبارك عن السلطة في عام 2011، بعد أن حثه كل من الجيش المصري والولايات
المتحدة على الاستقالة.
وكذلك تنحي الرئيس الجزائري الراحل عبد العزيز بوتفليقة عن السلطة في عام 2019، بتأثير من الكيانات
القوية التي تحكم البلاد، وفق المقال.
لكن خلافا للحالتين المذكورتين، يرى الكاتبان أن قيس سعيّد بدا معزولا ولا يتأثر بآراء من حوله منذ تمكنه
من إحكام قبضته على مؤسسات الدولة في جويلية 2021. لذلك يتوقع المقال أن يستمر الرئيس
التونسي في سلوكه الحالي القائم على إلقاء اللوم على جهات أخرى بغض النظر عن آراء من يحاولون
التأثير عليه وبغض النظر عما يجري في الشارع.
حوار وطني :
السيناريو الثاني الذي عرضه المقال يتلخص في احتمال موافقة سعيد على إطلاق حوار وطني
استجابة لمطالب الاتحاد العام التونسي للشغل.
وقد حدث ذلك من قبل في تونس في عام 2013، عندما نظم المجتمع المدني التونسي بقيادة الاتحاد
العام التونسي للشغل حوارًا وطنيا جمع الأحزاب السياسية المنقسمة سعيا لحل خلافاتها وصياغة دستور
جديد للبلاد. وكانت نتيجة الحوار موافقة الحزب المسؤول عن الحكومة الائتلافية آنذاك، حزب
النهضة، على تسليم السلطة إلى حكومة تصريف أعمال مكلفة بقيادة البلاد لانتخابات جديدة.
لكن المقال يستبعد أن يجري حوار مماثل لحل الأزمة الآن، لأسباب عديدة من بينها اختلاف السياق الآن
عما كان عليه الأمر بعيد الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.
تدخل الجيش :
في السيناريو الثالث، يشير الكاتبان إلى احتمال استيلاء الجيش على السلطة، وهو أمر غير مألوف في تونس
التي أسس أول رئيس يتولى مقاليد السلطة فيها بعد الاستقلال، الحبيب بورقيبة، جيشا صغيرا ينأى بنفسه
عن السياسة.
وقد تعززت مكانة الجيش بصفته مؤسسة محبوبة لدى الشعب في عام 2011 عندما رفض إطلاق النار
على المتظاهرين خلال أحداث الثورة التونسية، مما دفع بن علي إلى الفرار من البلاد، وفق المقال.
مأزق طويل الأمد :
يتوقع المقال في السيناريو الرابع والأخير أن تدخل الأزمة في تونس طريقا مسدودا يستمر معه الصراع
أمدا طويلا، وينتهي في نهاية المطاف بتوقف الاعتقالات والمظاهرات وبقاء سعيد في السلطة.
ويرجح المحللان السياسيان هذا السيناريو، حيث لا يبدو أن البلاد ستشهد اندلاع أعمال عنف واسعة النطاق
على المدى القريب ضد نظام سعيد، في المرحلة الحالية على الأقل.
وفي هذا السيناريو يتوقع الكاتبان أن يستمر سعيد في التركيز على حماية سلطته، وأن تتفاقم مشاكل تونس
الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في ظل فشل الرئيس في تقديم أي حلول ذات أهمية تذكر لتلك المشاكل.
المصدر : ناشونال إنترست