وزارة الخارجية الفرنسية: لماذا تلوح التونسية إيناس بن كريم بالإستقالة

0
127

في وزارة الخارجية الفرنسية ، يفكر البعض في الاستقالة. تقول إيناس بن كريم، الدبلوماسية الفرنسية التونسية: “لن أنتظر الإهانة التي سينظر إليها بأدنى شك بعدم الولاء بسبب ثقافتي وجنسيتي المزدوجة”. »

وحول دورها كمُستشارة ديبلوماسية في معهد العالم العربي، قالت ايناس بن كريّم: “دوري يكمن في التواصل مع السفراء العرب في باريس حول النشاطات التي تُقام في المعهد”.

إن التشكيك في ولائنا لفرنسا يسيء إلي ويؤذيني. إن هذا الانتماء المزدوج لا أعتبره عائقًا، بل كميزة: ملحق التعاون بالسفارة الفرنسية في ليبيا، سيد رويس، هو واحد من القلائل، داخل الجهاز الدبلوماسي الفرنسي، الذين أدانوا صراحة نية التجمع الوطني ( RN) لمنع الفرنسيين مزدوجي الجنسية من الوصول إلى المناصب الأكثر “حساسية” في الخدمة المدنية. الوعد “مرعب”، كما يقول هذا الفرنسي الجزائري، الرجل الثاني السابق في حكومة يمينة بنغيغي، الوزيرة المسؤولة عن الفرانكوفونية في عهد فرانسوا هولاند.

ولد سيد الرويس في الجزائر. وصل إلى فرنسا عام 1983، كجزء من إجراءات لم شمل الأسرة. ومما يزيد من أهميته أنه ليس موظفًا حكوميًا، ولكنه موظف متعاقد في وزارة الخارجية. “لدي كل شيء لأخسره. ويوضح قائلاً: “علينا أن نركل عش النمل”، وهو يدرك جيداً أنه يخاطر بالتعرض لعقوبة بسبب انتهاك واجب السرية، ويخاطر بعدم تجديد عقده.

ربما يقلل حزب الجبهة الوطنية من نطاق هذا النهج، لكن موجة الصدمة التي يخلقها حقيقية داخل الإدارة الفرنسية العليا. وقد أثار هذا الإجراء، الذي وعد به جوردان بارديلا بإصرار في الحملة الخاطفة قبيل الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية، اليوم الأحد 30 جوان ، سجالات حيوية هذا الأسبوع خلال المناقشات بين زعماء المعسكرات الثلاثة المتنافسة. وقال إيمانويل ماكرون يوم الجمعة 28 جوان: “إنه أمر سيئ السمعة ومثير للسخرية”.

ويعرب فرنسيون من مزدوجي الجنسية عن ذهولهم بعد طرح حزب «التجمّع الوطني» اليميني المتطرف، خلال حملته الانتخابية، منعهم من شغل وظائف «حسّاسة»، منددين بـ«سابقة تمييز» تثير «القلق»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».


ويقول المدوّن سامبا غاساما (37 عاماً)، في تصريحات لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعد نفسي معنياً بصفتي حامل جنسية مزدوجة… وصحيح أنني فرنسي – مالي، لكنني أعزو كلّ الفضل إلى فرنسا، وأنا لا أدين بشيء إلى مالي سوى جذوري العائلية، وأنا لم أنشأ فيها وأشعر بأنني فرنسي في المقام الأول». ويقرّ بأنه يشعر بـ«الإهانة» عندما يسمع فرنسيين ينبذونه.

وفي سياق حملة الانتخابات التشريعية، قال حزب «التجمّع الوطني»، الذي يتصدّر نوايا التصويت، إنه يريد «منع» مزدوجي الجنسية من شغل «مناصب عالية الحساسية»، مثل الفرنسيين حاملي الجنسية الروسية «في مناصب إدارة استراتيجية في الدفاع».

وكان «التجمّع الوطني» قد قدّم في جانفي مشروع قانون ينصّ على احتمال حظر تولي الفرنسيين الحاملين لجنسية أخرى هذه المناصب في الإدارات والمؤسسات العامة.

وعليه، قد يُحرم 3.3 مليون فرنسي من وظيفة من هذا النوع، حسب تقديرات نقابة «سي إف دي تي».

وخلال مناظرة تلفزيونية، اتّهم رئيس الوزراء غابرييل أتال، رئيس حزب «التجمّع الوطني» جوردان بارديلا، بـ«النفاق»، إذ لدى حزبه ممثّلة فرنسية – روسية هي تامارا فولوكوفا، تشغل منصباً حسّاساً في البرلمان الأوروبي، بما يتعارض مع مقترح الحزب.