أفاد الباحث في علم المناخ عامر بحبة، اليوم 28 ديسمبر 2025، بعودة نشاط بركان إتنا في جزيرة صقلية الإيطالية، مشيرًا إلى انبعاث غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) ووصوله إلى الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
وأوضح أن اتجاه انتشار الغاز حاليًا يتمركز وسط البحر الأبيض المتوسط بين صقلية وفرنسا، بعيدًا عن الأجواء التونسية إلى حدود الآن، وفق المعطيات المتوفرة.
وبيّن المصدر ذاته أن البراكين تُعدّ المصدر الطبيعي الوحيد لغاز ثاني أكسيد الكبريت، غير أن نسبته تبقى ضعيفة مقارنة ببقية المصادر، وعلى رأسها الأنشطة الصناعية ووسائل النقل.
وأشار إلى أن هذا الغاز قد يتسبب في تكوّن الأمطار الحمضية، بما لها من تأثيرات سلبية على النباتات والموارد المائية، خاصة في حال تزامن كميات كبيرة منه مع التقلبات الجوية ووجود السحب الممطرة. كما لفت إلى أن ارتفاع تركيزه في الهواء يؤثر سلبًا على الجهاز التنفسي للإنسان.
ويُعدّ بركان إتنا من البراكين النشطة بصفة شبه دائمة، إذ يشهد نشاطًا متكررًا مرة أو أكثر في السنة أو كل بضع سنوات.
ووفق المعطيات المناخية المصاحبة، فإن اللون الأحمر في الخرائط الجوية يمثل مجال تركّز غاز ثاني أكسيد الكبريت في أجواء وسط البحر الأبيض المتوسط.
سُجّلت في السابق وصول تأثيرات غير مباشرة لانبعاثات بركان إتنا إلى تونس، لكن ذلك يبقى نادرًا ومحدودًا ولا يتحول عادة إلى خطر واسع.
التوضيح علميًا باختصار:
- في بعض الحالات الاستثنائية، وعند توفر ظروف جوية خاصة (رياح قوية من الشمال أو الشمال الشرقي، واستقرار جوي في الطبقات العليا)، يمكن أن تصل آثار ضعيفة جدًا من غاز ثاني أكسيد الكبريت (SO₂) أو الجسيمات البركانية الدقيقة إلى شمال تونس.
- هذه التأثيرات لم تسجل تاريخيًا كحالات خطرة أو ذات تبعات صحية أو بيئية مباشرة في تونس، بل كانت في أغلبها ملاحظات رصدية عبر الأقمار الصناعية أو محطات قياس الهواء.
لماذا التأثير محدود على تونس؟
- المسافة بين صقلية وتونس.
- اتجاه الرياح السائد غالبًا لا يكون في صالح انتقال السحب البركانية نحو الجنوب.
- تشتّت الغازات بسرعة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
- انخفاض تركيز SO₂ القادم من المصادر البركانية مقارنة بالمصادر الصناعية.
