وفق موقع “Zol.ru” الروسي أصبحت تونس من أبرز المستوردين للقمح الروسي خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2025، وفقًا لتقارير فرع نوفوروسيسك مركز تقييم جودة القطاع الزراعي والصناعات الغذائية. حيث بلغ حجم الصادرات الموجهة إلى تونس 119 ألف طن، متجاوزًا بقوة حجم الصادرات للعام الماضي ومضاعفًا تقريبًا، ما يعكس الطلب المتزايد على القمح الروسي عالي الجودة.
ويأتي ذلك في ظل توسّع الأسواق الجديدة للحبوب الروسية، إذ تم لأول مرة خلال عامين تصدير القمح إلى الجزائر ولبنان وإسرائيل والأردن، بينما تصدرت تركيا قائمة المستوردين بعد تونس بحجم وصل إلى 90 ألف طن، تلتها الجزائر بـ 83 ألف طن.
وأكدت الاختبارات المخبرية أن القمح الروسي المصدّر يحافظ على جودة عالية. فقد أظهر القمح من الفئة الثالثة محتوى بروتين بنسبة 14.9٪ وغلوتين 28٪، أي أعلى بنسبة 6٪ مقارنة بالقمح من الفئة الرابعة، فيما لم تتجاوز نسبة الرطوبة في جميع الشحنات 12٪ مقابل الحد المسموح 14٪.
وقالت تاتيانا مامونوفا، نائبة مدير فرع نوفوروسيسك للمركز: “فتح الأسواق الجديدة أصبح ممكنًا بفضل الخصائص النوعية المستقرة للحبوب. على سبيل المثال، القمح المزود إلى تركيا يحتوي على بروتين بين 13.6٪ و14.8٪، وهو متوافق تمامًا مع متطلبات المستوردين”.
كما خضعت جميع الشحنات لفحوص دقيقة وفق المعايير الدولية الصارمة للسلامة الغذائية، شملت محتوى العناصر السامة، والسموم الفطرية، والمبيدات، وفحص الحبوب ضد الحشرات والملوثات الإشعاعية والكائنات المعدلة وراثيًا.
يُذكر أن المزارعين في مناطق جنوب روسيا، مثل كراسنودار، واجهوا تحديات اقتصادية نتيجة انخفاض أسعار الحبوب المحلية، لكن التوسع في الصادرات وتعزيز الوصول إلى أسواق جديدة ساهم في دعم قطاع الحبوب الروسي وتعويض بعض هذه الخسائر.
تُظهر هذه المعطيات أن القمح الروسي يواصل تعزيز مكانته في الأسواق العالمية، مع التركيز على الجودة وفتح أسواق تصدير جديدة، ما يضمن عائدات أفضل ويدعم التعاون الاقتصادي مع الدول المستوردة، وعلى رأسها تونس.

