أعاد محسن مرزوق، المستشار السابق لرئيس الجمهورية الراحل الباجي قائد السبسي، التذكير بأن مذكرة التفاهم التي وقعها باسم رئاسة الجمهورية في واشنطن قد نُشرت رسميًا منذ سنوات، ردًا على ما وصفه بـ”الحملات الممنهجة للتشويه” التي تتجدد من حين إلى آخر.
وقال مرزوق، في تدوينة له على وسائل التواصل الاجتماعي، إن بعض الصفحات “المختصة في الكذب والتشويه والأمراض النفسية”، على حد تعبيره، تعمد إلى إثارة سؤال حول مصير الوثيقة وسبب “سريّتها”، رغم أنها منشورة بصفة رسمية على موقع وزارة الخارجية التونسية منذ شهر من توقيعها، وموزعة على الصحفيين، ومقدمة في أكثر من لقاء إعلامي.
وأضاف مرزوق: “ها أنا أعيد نشرها الآن للمرة العاشرة تقريباً”، موجهًا نقدًا شديدًا لمن يواصلون تداول هذه المزاعم، معتبرًا أنهم “إما كذّابون يعيشون على التشويه، أو غافلون ينجرفون مع القطيع، أو غير متابعين لا يملكون الحد الأدنى من الجدية”.
واختتم مرزوق تدوينته بالتأكيد على أن التصدي لحملات التضليل لا يمكن أن يتم عبر الصمت أو الخطاب المجامل، بل يتطلب مواجهة مباشرة وحاسمة، معبرًا عن أسفه للمتابعين الجديين الذين يضطرون لقراءة هذا التوضيح مرة أخرى.
نص الوثيقة باللغة العربية
مذكرة تفاهم بين الجمهورية التونسية والولايات المتحدة الأمريكية
إعادة تأكيد الروابط المشتركة من الصداقة الطويلة الأمد بين الجمهورية التونسية والولايات المتحدة الأمريكية، والاعتراف بأن الانتقال الديمقراطي التاريخي لتونس يوفر فرصة غير مسبوقة لإقامة شراكة استراتيجية دائمة قائمة على القيم والمصالح المشتركة، يؤكد حكومات الجمهورية التونسية والولايات المتحدة الأمريكية أهمية مواصلة التعاون بينهما لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين ودعم تونس في تنفيذ الإصلاحات اللازمة، وتعزيز أمنها واستقرارها، وضمان مستقبل أكثر ازدهارًا لمواطنيها، وأن تكون مصدر قوة وتقدم في منطقتها. باعتبارهما أصدقاء وشركاء، تشارك تونس والولايات المتحدة الالتزام بتعزيز الأمن الإقليمي والتنمية الاقتصادية فضلاً عن الإصلاحات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
التعاون في مجال الأمن
تؤكد تونس والولايات المتحدة الأمريكية عزمهما المشترك على العمل من أجل الحفاظ على أمن البلدين. يعتزم البلدان تعزيز الحوار الاستراتيجي القائم وزيادة التعاون العسكري من خلال برامج تهدف إلى تعزيز أمن تونس وتطوير قدراتها على مواجهة التحديات الكبرى للأمن الإقليمي وتعزيز المصالح المشتركة في مغرب- المنطقة المغاربية . تحرير – آمن ومستقر وازدهار، وفي إفريقيا والشرق الأوسط.
يشدد البلدان على أهمية دعم احتياجات تونس الأمنية، وجهودها في مكافحة الإرهاب واستقرارها. يدينان الهجمات ضد المدنيين التونسيين وقوات الأمن، ويؤكدان التزامهما بمواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف. ويشدد الحكومتان على قيمة المساعدات العسكرية الأجنبية التي تسمح بشراء المنتجات والخدمات العسكرية الأمريكية. يلتزم البلدان باستخدام الأموال المساعدة من جميع الأنواع بأعلى قدر من الفعالية والكفاءة.
التقدم الاقتصادي
تأسست لجنة اقتصادية مشتركة بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى أن تكون منتدى لمناقشة القضايا الاقتصادية الرئيسية بشكل دوري. ينبغي أن تركز اللجنة أولاً على تقدم برنامج الإصلاحات في تونس وتطوير العلاقات بين القطاعين الخاصين في بلدينا لصالح شعوبنا.
تشارك تونس والولايات المتحدة الأمريكية في القناعة بأن الاستثمارات الثنائية والتجارة واهتمام القطاع الخاص يمكن أن يزيد بشكل كبير من خلال تنفيذ الإصلاحات السياسية. وتعمل تونس مع المؤسسات المالية الدولية لتحقيق أهداف الإصلاحات الاقتصادية.
من أجل تعزيز التنسيق الثنائي في تحقيق أهداف هذه الإصلاحات، تعتزم الولايات المتحدة الأمريكية العمل مع الحكومة التونسية لوضع استراتيجية التعاون الإنمائي للبلد. كما يعتزم البلدان الاستمرار في العمل معًا لتعزيز التقدم في مجالات النجاح العلمي والتعليمي التي ستحفز فرص العمل وتساهم في نمو اقتصادي مستدام لتونس.
تعزيز المكتسبات الديمقراطية
تلتزم تونس والولايات المتحدة بالاستمرار في العمل معًا لتعزيز التقدم الديمقراطي المهم والملحوظ الذي حققته تونس، والاحترام لحكم القانون، والالتزام بخدمة حقوق الإنسان والإدماج الاجتماعي والسياسي. يعترف البلدان أيضًا بأهمية المجتمع المدني الحيوي للديمقراطية الفعّالة ويشددان على التزام تونس بضمان حماية الحريات المقررة في دستور تونس وكذلك احترام حقوق الإنسان العالمية.
يبرز البلدان الدور الحاسم الذي تلعبه هذه المعايير الديمقراطية في الشراكة الاستراتيجية بين تونس والولايات المتحدة واهتمامهما المشترك بتعزيز هذه القيم المشتركة.
يعترف البلدان بأهمية التعليم لإطلاق العنان لإمكانات الشعب التونسي، والنية في العمل نحو تبادل وعلاقات أوسع بين المؤسسات التعليمية التونسية والأمريكية.
التعاون الاستراتيجي التونسي الأمريكي
تتفق تونس والولايات المتحدة على أن المصالح السياسية والأمنية للبلدين تتعزز بشكل أساسي من خلال زيادة التكامل الاقتصادي الإقليمي والتعاون في منطقة المغرب العربي والشرق الأوسط. يعتزم البلدان مواصلة الحوار النشط من خلال مشاورات منتظمة، والحوار الاستراتيجي، واللجنة العسكرية المشتركة، للتنسيق في مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك ولتحديد مجالات التعاون المستقبلية.
تم التوقيع في واشنطن، في 20 ماي 2015، بنسختين.
محسن مرزوق، الوزير المستشار المكلف بالشؤون السياسية للجمهورية التونسية
جون ف. كيري، وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية



