التحذيرات التي لم يتوقف الخبير الدولي في مجال الطاقة التونسي عماد درويش جاء من يؤكدها وبالأرقام
اذ أكد الدرويش مرارا وتكرارا على ضرورة الاسراع في انتاج الهيدروجين الأخضر قبل فوات الأوان . وقال درويش أنه “إذا لم تُنتج تونس الهيدروجين الأخضر قبل 2028 ستُجبر على توريده بالعملة الصعبة”
اذ أعلن اليوم خبراء دوليون أنه بحلول 2050، قد يصبح شمال إفريقيا مصدرا رئيسا للهيدروجين الأخضر، فيما تكون أوروبا سوقه الرئيسة، بحسب توقعات لمستقبل صناعة لا تزال في مهدها.
يتوقع أن يعيد الهيدروجين الأخضر “رسم خريطة الطاقة والموارد العالمية في وقت مبكر من 2030، وإنشاء سوق قيمتها 1.4 تريليون دولار سنويا بحلول 2050″، وفقا لتقرير صادر عن شركة ديلويت للاستشارات.
ويعد وقود الهيدروجين الذي يمكن إنتاجه من الغاز الطبيعي أو الكتلة الحيوية أو الطاقة النووية، أخضر عندما تنفصل جزيئات الهيدروجين عن الماء باستخدام كهرباء مستمدة من مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وأقل من 1 في المائة من إنتاج الهيدروجين في العالم مؤهل حاليا ليصنف أخضر.
لكن أزمة المناخ مقترنة بالاستثمارات الخاصة والعامة، تسببت في نمو سريع في هذا القطاع، إذ أشارت مجموعة الضغط “هايدروجين كاونسل” إلى أن هناك أكثر من ألف مشروع هيدروجين قيد التنفيذ في كل أنحاء العالم.
وأوضحت أن المشاريع التي أطلقت قبل 2030 ستتطلب استثمارات بنحو 320 مليار دولار، وفقا لـ”الفرنسية”.
وبحلول 2050، بحسب شركة ديلويت، من المرجح أن تكون المناطق الرئيسة المصدرة للهيدروجين الأخضر شمال إفريقيا (110 مليارات دولار سنويا) وأمريكا الشمالية (63 مليارا) وأستراليا (39 مليارا) والشرق الأوسط (20 مليارا).
وتسعى صناعات الطيران والشحن لمسافات طويلة التي لا يتوافر فيها نوع البطاريات الكهربائية التي تستخدم في المركبات البرية، لاستخدام الهيدروجين.
كذلك، يمكن ظهور سوق هيدروجين من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، أن يجعل الصناعة أكثر شمولا للدول النامية.
ويطلق الهيدروجين الأخضر الهيدروجين من جزيئات الماء الخالية من الكربون (إتش20) باستخدام تيار كهربائي من مصدر طاقة متجددة.
وقال سيباستيان دوجيه مدير فريق ديلويت للطاقة والنمذجة والمؤلف المشارك للتقرير الذي يستند إلى بيانات للوكالة الدولية للطاقة، إن هذا هو المكان الذي قد يكون لشمال إفريقيا دور رئيس لتأديته.
وأوضح “نحن نرى أن عددا من دول شمال إفريقيا مثل المغرب ومصر مهتمة بمسألة الهيدروجين، وأن استراتيجيات هيدروجين تعلن هناك بعد بضعة أعوام فقط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن “المغرب لديه إمكانات قوية جدا لطاقة الرياح التي في الأغلب ما تكون متجاهلة، وإمكانات كبيرة للطاقة الشمسية، ومصر لديها الوسائل اللازمة لتصبح المصدر الرئيس للهيدروجين إلى أوروبا في 2050 بفضل خط أنابيب قائم للغاز الطبيعي” يمكن تكييفه لنقل الهيدروجين.
ويقول جيروم بورديل، المدير التجاري في شركة “جي إس كي إنرجي” المصنعة لمعدات كهربائية نقالة تقليدية، وهي أيضا من زبائن “إيوديف”، إن “90 في المائة من قطاع تنظيم الأحداث يستخدم المولدات، وهناك الآلاف من هذه الأحداث في كل مكان.
وفي جوان الماضي كشف الدرويش خلال استضافته في برنامج ستوديو شمس على أنه في تونس لا يوجد الإطار القانوني لإنتاج الهيدروجين الأخضر مبرزا أن سعر الطن منه يقدر بـ7 آلاف دولار وفي حال شرعت تونس في إنتاجه ستكون له مردودية مهمة بالعملة الصعبة.
وتابع درويش بأن تونس قادرة على الشروع في إنتاج الهيدروجين الأخضر بداية من 2025 و2026 لافتا غلى أن تونس يحب أن تكون الدولة الأولى التي تصدر الهيدروجين إلى أوروبا.
وقال ضيف شمس أف أم إنه إذا بدأت تونس إنتاج الهيدروجين فإنها في ظرف 10 سنوات ستتخلى عن توريد المحروقات خاصة وأنه بحلول سنة 2035 الطائرات ستعتمد عليه وكذلك السيارات.
وفي وقت سابق أكّد المدير العام العام للكهرباء والانتقال الطاقي بوزارة الصناعة، بلحسن شيبوب، قدرة تونس على تصدير ما بين 5،5 و6 ملايين طن من الهيدروجين الأخضر نحو أوروبا بحلول سنة 2050.
واستنادا إلى أرقام للمبادرة الأوروبية ‘European Hydrogen Backbone’، وهو مشروع لشبكة أوروبية لنقل الهيدروجين عبر خط أنابيب الغاز، أفاد المسؤول، إلى أن هذه الكمية ستشكل حصة تونس من الواردات المبرمجة من أوروبا، خاصة من تونس والجزائر وليبيا (11 مليون طن من الهيدروجين الأخضر).
وأكّد شيبوب، في ذات السياق، ان تونس تمتلك كل الامكانيات الضرورية لانتاج الهيدروجين الأخضر بتكاليف تنافسية على المدى القصير والمتوسط والتموقع كمزوّد لأوروبا.
كما تمتلك البلاد، وفق المسؤول ذاته، موارد متجددة “ممتازة” و”تكميلية، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، إضافة إلى قربها من مركز الطلب وهو أوروبا.
وافاد شيبوب، في هذا الصدد، أنّه للمساهمة في تصدير هذا المنتج إلى أوروبا، تخطط تونس لإنشاء شبكة لنقل الهيدروجين الأخضر من قابس وتطاوين نحو الوطن القبلي.
ولفت الى أنّه رغم ذلك، فإن تكاليف الاستثمار في تطوير هذه التكنولوجيا يتطلب تمويلات هامّة لتونس، اضافة الى ان إنتاج مليون طن من الهيدروجين الأخضر، يتطلب استثمارا إجماليا يناهز 25 مليار دولار، مشددا على أن “تونس لا تستطيع تحمل هذه التكاليف لوحدها”.
كما تطرق المسؤول، إلى مسألة نقص المياه في تونس، وهي عامل رئيسي في إنتاج الهيدروجين، مؤكدا على أن الدولة تعتمد على إنشاء عدّة محطات لتحلية المياه في المناطق الجنوبية والوسطى من البلاد، بما في ذلك ولايتي المهدية وقابس.
وأفاد شيبوب، في الاطار ذاته، ان تونس تحاول اليوم إنشاء محطات تحلية بقدرة إنتاجية تصل إلى 200 ألف متر مكعب من المياه يوميا، من أجل تلبية الحاجة من مياه الشرب. وأشار إلى أنّ محطة ذات قدرة 200 م 3 /اليوم، تسمح بمساندة إنتاج 8 ملايين طن من الهيدروجين سنويًا.