حمل التحرك الأمريكي لفرض رسوم جمركية على الواردات الإسبانية من الزيتون اخبارا مزعجة الى تونس لما ينطوي عليه من آثار سلبية.
وقال أنطونيو دي مورا، السكرتير العام لرابطة المصدرين الإسبان لزيتون المائدة (أسيميسا)، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن «بعض الشركات تشهد انخفاضا في إنتاجها بنسبة 20 في المائة، وكان عليها بالفعل إجراء تغييرات في عدد الموظفين».
وفي تونس قال مسؤولون محليون انهم يتابعون هذا القرار عن كثب وما اذا كان سيلقي بظلاله سلبا ام ايجابا على قطاع الزيت في تونس مؤكدين أن أي اجراء حمائي هو اجراء مقلق فتونس وحسب الارقام الاخيرة هي واحد من اكبر المصدرين لاسبانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي وقد يتحول هذا القرار الامريكي الى كرة ثلج سيؤثر اجلا ام عاجلا على انتاج زيت الزيتون.
وسجلت الصادرات التونسية من زيت الزيتون باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية نموا كبيرا حيث بلغت هذا الموسم حوالي 9000 طن بينما سجلت الموسم الفارط 2400 طن.
و بلغت الصادرات المنجزة من زيت الزيتون السائب 53700 طن موزعة على 20 وجهة من بينها عدد من الوجهات غير التقليدية كتايوان واستراليا والأرجنتين والنمسا.
كما شهدت صادرات الزيت السائب تطورا ملحوظا باتجاه الأسواق التقليدية الأوروبية (إيطاليا واسبانيا) حيث بلغت حتى الآن 18800 طن إلى إيطاليا و 16000 إلى اسبانيا بالمقارنة مع نفس الفترة من الموسم الفارط حيث بلغت 12000 طن إلى السوق الإيطالية و 8000 طن إلى السوق الاسبانية.
كما بلغت الصادرات المنجزة من زيت الزيتون المعلب 4200 طن موزعة على 31 وجهة من بينها عدد كبير من الوجهات الجديدة كتايوان وكوريا الجنوبية والدانمارك وموريتانيا ونيوزيلاندا والباكستان وهولاندا وصربيا.
كما شهدت صادرات الزيت المعلب باتجاه الأسواق التقليدية فرنسا وكندا استقرارا نسبيا حيث بلغت حتى الان 1500 طن إلى فرنسا و 1000 طن إلى كندا بالمقارنة مع الثلث الأول من الموسم الفارط حيث بلغت 1300 طن إلى السوق الفرنسية و 1000 طن إلى السوق الكندية.
أما بالنسبة الى الصادرات باتجاه الولايات المتحدة الأمريكية فقد سجلت انخفاضا بحوالي 40 في المائة وهذا راجع إلى الارتفاع في تصدير الزيت السائب نحو هذه الوجهة.
أما في دول الخليج فهناك استقرار في التصدير باتجاه السعودية والإمارات حيث بلغت هذا الموسم 211 طن إلى السعودية و 166 طن الى الإمارات مقارنة بـ 188 طن و 211 في الموسم الفارط.
و بالعودة لاسبانيا يتركز الجزء الأكبر من إنتاج الزيتون الإسباني في منطقة أندلوسيا أو الأندلس جنوبي البلاد، وهي واحدة من أكثر المناطق تضرراً من البطالة.
وترتبط حوالي ثمانية آلاف وظيفة هناك بشكل مباشر بزراعة أشجار الزيتون، وترتبط ثمانية آلاف وظيفة أخرى بشكل غير مباشر بهذا النشاط التجاري الخاص بهذه الزراعة، ناهيك عن العديد من الوظائف مثل العمال الموسميين الذين يقومون بجني المحصول بين سبتمبر وأكتوبر.
ويقول دي مورا: «إنها ضربة قوية.. من الآن فصاعداً، سنبدأ في رؤية أسوأ الآثار؛ فالولايات المتحدة هي السوق الرئيسية للزيتون الإسباني، حيث يبلغ (حجم تلك التجارة) أكثر من 70 مليون يورو (79.75 مليون دولار). ولا نعتقد أن هذا سيعني إجماليا سقوط القطاع لكننا سوف نرى العديد من العواقب».
وتعد إسبانيا دولة رائدة عالمياً في زراعة وتصدير زيتون المائدة. ووفقاً لوزارة الزراعة الإسبانية، فإن إسبانيا تنتج نصيب الأسد من المحصول في الاتحاد الأوروبي بنسبة 71 في المائة، و22 في المائة من المنتج في جميع أنحاء العالم.
وفي 10 جويلية وجدت لجنة التجارة الدولية الأمريكية – وهي وكالة اتحادية تابعة لوزارة التجارة – أن استيراد الزيتون الإسباني كان ضارًا بالصناعة الأمريكية.
وكان هذا الاستنتاج الضوء الأخضر اللازم قانونا لجعل التعريفات الأولية، التي فرضت بشكل مؤقت العام الماضي، تتحول إلى الوضع الدائم.
وأكدت اللجنة قرار وزارة التجارة بفرض رسوم ضد الدعم على العديد من منتجي الزيتون الإسبان بمعدل 14.75 في المائة، بالإضافة إلى رسوم لمكافحة الإغراق بمعدل متوسط يقارب 20 في المائة.
وعلى هذا النحو، فإن الزيتون الإسباني هو واحد من سلسلة من السلع المتضررة من الحرب التجارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وشهدت الأشهر القليلة الماضية فرض رسوم أمريكية على الصلب والألومنيوم المستورد من الاتحاد الأوروبي، كما هددت واشنطن في الآونة الأخيرة بفرض رسوم تصل إلى 20 في المائة على السيارات المستوردة.
ويقول دي مورا :«منذ بعض الوقت، كنا نقول إن ما يقلقنا أكثر من الخسائر في صناعتنا هو التهديد الذي يمثله ذلك على جميع منتجات الاتحاد الأوروبي».
وكان ويلبر روس، وزير التجارة الأمريكي، وهو ملياردير يبلغ من العمر ثمانين عامًا ويتحدث بهدوء وحزم، هو الرجل الذي اختاره ترامب ليضع شعار حملته الانتخابية «أمريكا أولاً» في ممارسة السياسة التجارية.
وقد قام روس بكل هذه الأمور، حيث قام بمراجعة جميع الواردات إلى الولايات المتحدة لمعرفة ما إذا كانت بلاده ستستفيد مما يراه ترامب ممارسات غير عادلة على الميزان التجاري الأمريكي. ويعد الزيتون الإسباني واحدا من ذلك.
وبلغت قيمة واردات الزيتون الأسود الإسباني حوالي 67.6 مليون دولار (57.7 مليون يورو) العام الماضي ، وفقا لوزارة التجارة الأمريكية.
ووجدت الوزارة أن المصدرين الإسبان كانوا يبيعون منتجاتهم بما يتراوح بين 16.88 في المائة و25.5 في المائة دون السعر «العادل».
وشهد إدخال التعريفات المؤقتة بنسبة 22 في المائة تراجع الصادرات الإسبانية إلى الولايات المتحدة بنسبة 42 في المائة في الربع الأول من العام، وفقا لما ذكره أسيميسا. ويقترب معدل التعريفات الجديد من 35 في المائة.
وفي الأندلس/ أندلوسيا، يظهر القلق جليا. وفي 5 جويلية، تجمع عدة آلاف من الأشخاص أمام القنصلية الأمريكية في عاصمة المنطقة، إشبيلية، للدفاع عن تجارة زيت المائدة.
وتبحث الشركات العاملة في قطاع الزيتون بالفعل عن بدائل، لمعرفة ما إذا كان بإمكانها فتح أسواق أخرى لتعويض خسائرها في الولايات المتحدة، وفقا لما ذكره دي مورا.
ويقول دي مورا: «إنهم جميعًا سيفعلون كل شيء ممكن لكن هذا لن يعوض الخسائر التي سوف نتحملها».

