في جريمة صدمت الأوساط السياسية والشعبية في الولايات المتحدة، تم تحديد فانس لوثر بولتر، البالغ من العمر 57 عامًا، كمشتبه به رئيسي في سلسلة اغتيالات استهدفت مشرعين في ولاية مينيسوتا، أسفرت عن مقتل نائبة وزوجها وإصابة سيناتور وزوجته بجروح خطيرة.
وبحسب السلطات، أقدم بولتر على إطلاق النار صباح السبت 14 جوان 2025، على النائبة الديمقراطية ميليسا هورتمن وزوجها مارك هورتمن، داخل منزلهما في بروكلين بارك، حيث عُثر عليهما مقتولين. وفي هجوم منفصل بعد ساعات، أطلق النار على السيناتور جون هوفمان وزوجته يفيت في مقر سكنهما في تشامبلين، مما أدى إلى إصابتهما بجروح وُصفت بأنها حرجة ولكن مستقرة.
وتخوض سلطات الأمن في مينيسوتا مطاردة واسعة النطاق لتعقّب بولتر، وسط حالة استنفار أمني شامل.
علاقة سابقة بالحاكم الديمقراطي؟
بحسب صحيفة نيويورك بوست، عُيّن بولتر سنة 2019 في مجلس تطوير القوى العاملة بولاية مينيسوتا من قبل الحاكم الديمقراطي تيم والتز، وكان قبلها قد عُيّن في مجلس مماثل عام 2016 من قبل الحاكم السابق مارك دايتون. ورغم ذلك، لا يزال انتماؤه السياسي غير واضح، إذ تشير تقارير غير مؤكدة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى دعمه مرشحين جمهوريين، بينهم الرئيس السابق دونالد ترامب، والسيناتور رون جونسون، والنائب مايك غالاغر، لكن لم تؤكد أي جهة رسمية تلك الادعاءات حتى الآن.
خلفية أمنية مشبوهة
ذكرت الصحفية ليز كولين، نقلاً عن مصادر لم تسمّها، أن بولتر عمل بمنصب “مدير دوريات الأمن” في شركة حراسة خاصة بولاية مينيسوتا. ولم تؤكد السلطات هذه المعلومات حتى اللحظة.
في مؤتمر صحفي، أكد قائد شرطة بروكلين بارك، مارك برولي، أنه تم العثور على “بيان أيديولوجي” (مانيفستو) داخل سيارة بولتر، يحتوي على قائمة بأسماء عدد من المسؤولين، ما دفع السلطات إلى تعزيز الحماية الأمنية على مستوى الولاية.
وقال برولي:”أثناء تفتيش السيارة، عثرنا على وثيقة تضم أسماء العديد من المشرعين ومسؤولين آخرين. قمنا فورًا بإبلاغ السلطات المختصة لتوفير الحماية اللازمة”.
وبحسب شبكة ABC News، تضمنت القائمة شخصيات بارزة مثل:
- الحاكم تيم والتز
- النائبة إلهان عمر
- السيناتور تينا سميث
- النائب العام كيث إليسون
وكشفت شبكة CNN أن القائمة شملت أيضًا مقدّمي خدمات الإجهاض ومدافعين عن حقوق الإجهاض.
كما عُثر في السيارة على بطاقة عيد الأب موجهة إلى بولتر، داخل حقيبة مليئة بالذخيرة، إضافة إلى منشورات تحمل شعار حركة “No Kings”، المناهضة لما تصفه بـ”السلطة التسلطية في أمريكا”.
خلفية الحركة “No Kings”
تشير المعطيات إلى أن بولتر ربما كان متأثرًا بخطاب حركة “No Kings”، وهي حركة احتجاجية منظمة ضد ما يُنظر إليه على أنه تمجيد سلطوي للرئيس السابق ترامب، وقد نظّمت مظاهرات يوم 14 يونيو، بالتزامن مع عيد ميلاده واحتفالات الجيش. لكن المنظمين أعلنوا التزامهم الكامل بالعمل السلمي، ونفوا أي علاقة بالحادث.
حالة استنفار أمني وردود فعل متواصلة
في أعقاب هذه التطورات، فرضت السلطات أوامر بالبقاء في المنازل في عدة مناطق من الولاية، وتم تعزيز الإجراءات الأمنية حول المشرعين والمسؤولين المحليين والفدراليين، فيما توالت ردود الفعل المنددة من كافة الأطياف السياسية.
الجريمة، التي تبدو في ملامحها الأولية ذات طابع سياسي أيديولوجي، أعادت إلى الواجهة النقاش المحتدم في الولايات المتحدة حول تصاعد العنف السياسي، والانقسامات الحادة التي أصبحت تهدد سلامة الديمقراطية الأمريكية.
