كشفت أحدث البيانات الصادرة عن نقابة شركات السفر المنظمة في فرنسا (SETO) عن تصدر تونس قائمة الوجهات المفضلة للفرنسيين خلال موسم الصيف، متجاوزة بذلك وجهات تقليدية مثل جزر البليار وإسبانيا، بينما شهدت الولايات المتحدة تراجعًا حادًا في الإقبال بنسبة بلغت 14% مقارنة بالعام الماضي.
واحتلت المرتبة الأولى الجزر اليونانية (كريت ورودس)
وفي تقريره السنوي، أشار رئيس النقابة الجديد، باتريس كارادك، إلى أن الطلب على السفر لا يزال مستقرًا رغم التحديات الاقتصادية والاضطرابات الجيوسياسية، لكنه أكد على “صعود واضح للوجهات الاقتصادية مثل تونس والسنغال”، في ظل ارتفاع أسعار التذاكر وتراجع القدرة الشرائية للفرنسيين.
وبحسب التقرير،الذي نشرته صحيفة لوفيغارو قفز عدد الحجوزات إلى تونس بنسبة 13%، ما جعلها في المرتبة الثانية مباشرة بعد الجزر اليونانية (كريت ورودس)، ومتقدمة على البليار التي لطالما شكلت وجهة مفضلة في فصول الصيف.
ويرى مسؤولو القطاع أن جاذبية تونس تعود إلى عدة عوامل، من أبرزها التكلفة المناسبة، القرب الجغرافي، وتنوع العروض السياحية التي تلبي حاجات شريحة واسعة من المسافرين الفرنسيين الباحثين عن تجربة متوسطية بأسعار معقولة. كما ساهمت الاستقرار النسبي في البلاد مقارنة ببعض جيرانها في تعزيز هذه الديناميكية.
في المقابل، تسجل الولايات المتحدة تراجعًا ملحوظًا في شعبية السفر إليها، حيث انخفضت الحجوزات بنحو 14% حتى نهاية أبريل، وسط مؤشرات على تراجع إضافي في مايو بنسبة تصل إلى 30%، بحسب تقديرات مسؤولي وكالات السفر. ويُعزى هذا التراجع إلى ارتفاع الأسعار، تعقيدات التأشيرة، والقلق السياسي المتصاعد مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
تقرير SETO لم يغفل كذلك تأثير الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل، والتي تسببت في تجميد السفر إلى دول مثل الأردن وعمان، وأدت إلى إطالة مسارات الطيران نحو آسيا، ما زاد من تعقيدات التخطيط للعطل الصيفية.
رسالة واضحة من المستهلك الفرنسي: وجهات اقتصادية وآمنة مثل تونس تحظى بالأولوية هذا الصيف، فيما تتراجع الوجهات البعيدة والمكلفة رغم حملات الترويج المكثفة.