الرئيسيةآخر الأخبارتراجع في عائدات زيت الزيتون رغم إرتفاع الكميات المصدرة : أين الخلل

تراجع في عائدات زيت الزيتون رغم إرتفاع الكميات المصدرة : أين الخلل

أعلن المرصد الوطني للفلاحة، اليوم الأربعاء 21 ماي 2025، عن تراجع ملحوظ في قيمة صادرات زيت الزيتون التونسي بنسبة 28,9% خلال الأشهر الستة الأولى من الموسم الحالي (من نوفمبر 2024 إلى نهاية أفريل 2025)، لتُقدّر بـ2442,4 مليون دينار، مقارنة بنفس الفترة من موسم 2023-2024، وفق بيانات رسمية نشرها المرصد.

ووفق نفس المصدر، فإن زيت الزيتون المعلب شكّل فقط 17,7% من إجمالي القيمة المصدّرة، في حين سُجّل انخفاض حاد في الأسعار خلال أفريل 2025 بلغ 48,9% مقارنة بنفس الشهر من السنة الماضية، حيث تراوحت الأسعار بين 7,1 دنانير و18 دينارًا للكيلوغرام، حسب الصنف.

الأسواق الأوروبية في الصدارة

لا تزال السوق الأوروبية الوجهة الأولى لزيت الزيتون التونسي، حيث استأثرت بنسبة 59,6% من المبيعات، تليها أمريكا الشمالية بـ24,9%، بينما لم تتجاوز الصادرات نحو إفريقيا 9,6% من إجمالي الكميات.

ارتفاع في الكميات رغم تراجع العائدات

في المقابل، أظهر التقرير ارتفاعًا في حجم صادرات زيت الزيتون، حيث بلغت 180,2 ألف طن إلى موفى أفريل 2025، أي بزيادة قدرها 40,1% مقارنة بنفس الفترة من الموسم الفارط. ومثّل زيت الزيتون السائب النسبة الأكبر من هذه الصادرات بـ88,1%، في حين لم تتجاوز حصة المعلب 11,9%. كما شكّل زيت الزيتون البكر الممتاز 82,5% من إجمالي الكميات المصدّرة.

وتتصدّر إيطاليا قائمة الدول المستوردة لزيت الزيتون التونسي، بحصة بلغت 29% من الكميات، تليها إسبانيا بـ26%، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ19,6%.

أداء زيت الزيتون البيولوجي

أما بخصوص زيت الزيتون البيولوجي، فقد بلغت صادراته 34,3 ألف طن بقيمة 469,1 مليون دينار حتى نهاية أفريل 2025، مع تسجيل نسبة ضعيفة للصادرات المعلبة التي لم تتجاوز 5%. وقد قُدّر متوسط السعر بـ13,68 دينارًا للكيلوغرام، وتراوحت الأسعار بين 13,47 د/كغ للزيت السائب و17,65 د/كغ للزيت المعلب. ويتم تصديره أساسًا إلى إيطاليا (58%)، وإسبانيا (21%)، والولايات المتحدة الأمريكية (11%).

الخبراء يحذّرون: ضرورة الانتقال من التصدير الخام إلى بناء علامة وطنية

و يرى الخبراء في الاقتصاد الزراعي أنّ تراجع قيمة صادرات زيت الزيتون، رغم ارتفاع الكميات، يعكس اختلالًا في توازن السوق الدولية، إضافة إلى انخفاض الأسعار العالمية واعتماد تونس المفرط على التصدير السائب، الذي لا يحقق القيمة المضافة المرجوة.

علما أن زيت الزيتون المعلب، رغم جودته، لا يزال يساهم بنسبة ضعيفة في مجمل الصادرات، ما يدل على غياب سياسة تسويقية فعالة تعزّز مكانة العلامة التونسية في الأسواق العالمية. ودعا إلى الاستثمار في التسويق والتعبئة، وتوجيه دعم الدولة نحو المصدرين الذين يراهنون على الجودة والتغليف والتميّز البيولوجي.

اضافة إلى أن الأسواق التقليدية، مثل أوروبا وأمريكا، تشهد منافسة شديدة وفائض إنتاج، ما يجعل تنويع الأسواق نحو آسيا والخليج وأمريكا اللاتينية أولوية ملحة، لتفادي الانكماش المستمر في العائدات.

وبالتالي فإن “مستقبل زيت الزيتون التونسي لن يُبنى على الكميات المصدّرة فقط، بل على القيمة المضافة والسمعة التجارية، التي تتطلب رؤية وطنية شاملة تُزاوج بين الإنتاج والترويج وبناء العلامة”.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!