خلال استضافتها ببرنامج “اكسبريسو”، أشارت السيدة “Anne Gueguen” سفيرة فرنسا بتونس إلى أن فرنسا وتونس تربطهما العديد من المقاربات والمصالح المشتركة في كافة المجالات التجارية والاقتصادية، وخاصة في مجال التحول البيئي والطاقي، “لأنه يشكل قضية رئيسية تتعلق بالسيادة والاستقلال الاستراتيجي للدول الأوروبية والإفريقية، وتحديا مشتركا وقضية تنافسية للوصول إلى الأسواق”، على حدّ تعبيرها.
وأوضّحت السفيرة، أن الاستثمار في قطاع التحول البيئي والطاقي بالنسبة للشركات هو رهان على الحاضر والمستقبل، خاصة وأن نصف الاستثمارات العالمية موجودة في هذا القطاع،وفقها.
وبيّنت ضيفة البرنامج، في هذا السياق، أنّ الاهتمام بهذا القطاع يكمن أيضًا في سلاسل القيمة المتكاملة للغاية والتي تتطلب الخبرة والتقنيات المبتكرة، وأن العروض الفرنسية في هذا المجال معترف بها عالميًا.
وقالت سفيرة فرنسا بتونس، “في تونس، هناك شركات فرنسية فازت مؤخرا بمناقصات لبناء محطات للطاقة الشمسية وطاقة الرياح، و شركات أخرى تستثمر في الدراسات التحضيرية لتطوير قدرة إنتاج الهيدروجين الأخضر في تونس، وقد يشكل هذا تحولاً كبيراً بالنسبة لتونس، لأنه لن يتيح لها اكتساب السيادة في مجال الطاقة فحسب، بل سيمكنها أيضاً من توليد إيرادات كبيرة..”
وتابعت “إننا نتحدث أيضًا عن إزالة الكربون من الإنتاج، مما سيسمح لنا بمواصلة الوصول إلى السوق الأوروبية”.
وأضافت ‘Anne Gueguen’، إن “هناك أيضًا قطاع التحول البيئي الذي يغطي جميع القضايا المتعلقة بالمياه، لا سيما وأن تونس بلد يعاني من شحّ مائي كبير، لذلك، هناك تحدٍّ كبير في الإدارة المستدامة للموارد المائية، ومن هنا جاءت الشراكة بين القطاعين العام والخاص وبين الشركات الفرنسية والديوان الوطني للتطهير، لا سيما في صفاقس وجنوب تونس بأكمله.” قائلة “إنها ليست مجرد استثمار في التقنيات المبتكرة (محطات معالجة مياه الصرف الصحي الثلاثية)، بل هي أيضًا استثمار في نموذج جديد يسمح بإدارة أكثر كفاءة. هذه الشراكة بين القطاعين العام والخاص نموذج للمستقبل”.
الشركات التونسية الناشئة
وتحدثت سفيرة فرنسا أيضا عن الشركات الناشئة وقطاع الابتكار بأكمله، مشيرة إلى أن الشركات الناشئة التونسية غالبا ما تذهب إلى فرنسا للتدويل والعكس صحيح حيث أن هناك قصص نجاح فرنسية تأتي لتتطور في تونس، ولا سيما رواد الأعمال الفرنسيين التونسيين المقيمين في فرنسا والذين يعودون إلى تونس، قائلة” كل هذا يساعد على تعزيز الشبكة والنسيج الريادي المشترك بين الجانبين. هناك تقارب حقيقي بين المصالح والأهداف”.
وختمت سفيرة فرنسا بالقول، “إن قطاع التحول البيئي والطاقة يشمل العديد من القطاعات، مثل الزراعة، والمدن المستدامة، والنقل، والمياه، والصرف الصحي، وحماية السواحل.. واليوم أصبح هذا القطاع قطاعاً محورياً ويساهم بشكل إيجابي في إحداث تحولات في سلاسل القيمة”.