رغم فداحة الحدث والصدمة التي خلفها في صفوف الجالية التونسية في السويد، فإن وسائل الإعلام السويدية لم تتطرق من قريب أو بعيد إلى حادثة وفاة الشاب التونسي عبد المجيد الحجري، البالغ من العمر 35 سنة، والذي تم العثور على جثته في ستوكهولم، وفق ما أعلنته عائلته يوم الثلاثاء 17 جوان 2025.
الشاب، الذي كان يقيم منذ فترة في السويد وكان يعيش مع صديق سويدي أستاذ في إحدى الجامعات، فُقد الاتصال به منذ يوم 29 ماي الماضي، مما أثار حالة من القلق الشديد لدى عائلته في تونس. وبعد أيام من انقطاع أخباره، قامت العائلة بإعلام السفارة التونسية في السويد، التي بدورها أكدت اتخاذ الإجراءات اللازمة، من بينها الاتصال بالسلطات المحلية للمساعدة في البحث عنه.
لكن رغم هذه الجهود، لم يصدر أي إعلان رسمي من الشرطة السويدية أو من النيابة العامة حول ظروف الوفاة، كما لم تُحدّد حتى الآن مكان العثور على الجثة ولا السبب المباشر للوفاة، ما فتح الباب أمام تساؤلات كثيرة، خصوصًا وأن الصديق السويدي الذي كان يشاركه السكن – ويُرجّح أنه آخر من رآه حيًّا – لا يزال منقطع الاتصال، ولم نتمكن من الوصول إليه أو التواصل معه لتوضيح ما حدث في الأيام الأخيرة قبل الوفاة.
هذا الغموض يتزامن مع غياب شبه تام للتغطية الإعلامية داخل السويد، حيث لم تُشر أي وسيلة إعلامية إلى الحادثة، ولم تصدر أي بيانات رسمية تشرح ملابسات الوفاة أو توضح المسار القضائي الجاري. وقد عبّرت جهات من الجالية التونسية عن استغرابها من هذا الصمت الإعلامي، معتبرة أن القضية تستحق على الأقل الحد الأدنى من التغطية الإعلامية والشفافية الرسمية، احتراما لحقوق الإنسان وكرامة المهاجرين.
ويُنتظر أن تُطالب العائلة عبر القنوات الدبلوماسية والقانونية بفتح تحقيق شامل وشفاف، يشمل الاستماع إلى شهادة الصديق المقيم معه، وتوضيح أسباب الوفاة وظروفها، خاصة في ظل الغموض المحيط بها.
تبقى وفاة عبد المجيد الحجري جرحًا مفتوحًا لعائلته ولكل من عرفه، في انتظار الحقيقة.