الرئيسيةما هي المؤتمرات الشعبية التي يسعى رئيس الجمهورية لبعثها

ما هي المؤتمرات الشعبية التي يسعى رئيس الجمهورية لبعثها

اتهم  حسونة الناصفي رئيس كتلة الاصلاح بالبرلمان  ، اليوم الاثنين 28 ديسمبر 2020 ،  رئيس الجمهورية قيس سعيد بازدراءه للأحزاب السياسية و في قدرتها على حكم البلاد  مؤكدا ان هذا الاخير يسعى الى تحويل التنسيقيات إلى مؤتمرات شعبية .

وأشار الناصفي  في  تصريح لموزاييك ،   إلى أن هذا المنطق لا يستقيم  ، خاصة في ظل  دولة القانون والمؤسسات التي  يجب أن  تقوم على الأحزاب التي يجب أن تكون متواجدة  بكامل تراب الجمهورية ، مبينا أن  المسؤولية السياسية تتحملها  الأحزاب.

ونظام المؤتمرات الشعبية هو نظام للحكم يستهدف تطبيق الديمقراطية المباشرة بديلا لنظام التمثيل النيابى المعمول به حاليا في معظم انحاء العالم وهو يقوم على اساس ان يحكم الشعب نفسه بنفسه. النظام نادى به العقيد معمر القذافي وطبق في ليبيا منذ عام  1979  والى حدود 2010 مع سقوط النظام

و المؤتمرات الشعبية الاساسية هى اداة تشريع وليست اداة تنفيذ اذ ان التنفيذ موكل للجان الشعبية التي تختارها هذه المؤتمرات وتراقبها في اداء مهامها. تمارس المؤتمرات الشعبية الاساسية مهامها من خلال الاجتماعات الدورية المحددة مسبقا اوالطارئة التي تستدعيها ضرورة من الضرورات وهي تضم كل المتواجدين في النطاق الاداري الواحد ..مدينة،قرية،..الخ من الرجال والنساء ممن بلغوا سن الرشد او التكليف.

و ديموقراطية المؤتمرات الشعبية هي الحكم الشعبي وليس التعبير الشعبي، وهي رقابة الشعب على نفسه، وذلك من خلال المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، التي هي الثمرة النهائية لكفاح الشعوب من أجل الديموقراطية، ونتاج الفكر الإنساني الذي استوعب كافة التجارب الإنسانية من أجل الديموقراطية.

ان الديموقراطية المباشرة هي الأسلوب المثالي لتجسيد سلطة الشعب، وبما أن الشعب مهما كان عدده يستحيل جمعه في مكان واحد ليناقش ويتدارس ويقرر سياسته، لذا انصرفت الأمم عن الديموقراطية المباشرة، واستعيض عنها بنظريات حكم عديدة كالمجالس النيابية، والتكتلات الحزبية، والاستفتاءات التي أدت جميعها إلى عزل الشعب عن ممارسة إدارة شؤونه، وسلب سيادته، واحتكار السياسة والسيادة من قبل تلك الأدوات المتعاقبة والمتصارعة على الحكم، من الفرد إلى الطبقة، إلى الطائفة والقبيلة إلى المجلس النيابي أو الحزب، وحيث ان فكرة الديموقراطية المباشرة لا يمكن أن يختلف عليها اثنان عاقلان على أنها المثلى. بيد أن أسلوب تطبيقها كان مستحيلا، وحيث ان النظرية العالمية الثالثة التي يتضمنها الكتاب الأخضر تقدم تجربة واقعية وعملية للديموقراطية المباشرة، فلم يبق أمام الجماهير المتطلعة إلى امتلاك سلطتها الا التخلص (سلميا) من كافة أشكال الحكم الديكتاتورية السائدة في العالم، والتي تسمى زيفا بالديموقراطية بأشكالها المتعددة من المجالس النيابية إلى الطائفة والقبيلة والطبقة، إلى الحزب الواحد، إلى الحزبين، إلى تعدد الأحزاب. وما تباين واختلاف الأنظمة التي تدعي الديموقراطية الا دليل على أنها ليست ديموقراطية. ولا يمكن تحقيق السلطة الشعبية الا بكيفية واحدة وهي المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية (فلا ديموقراطية بدون مؤتمرات شعبية، واللجان في كل مكان).

ولتطبيق الديموقراطية المباشرة يقسم الشعب إلى مؤتمرات شعبية أساسية تضم في عضويتها جميع المواطنين البالغين سن الرشد ذكورا واناثا. ويختار كل مؤتمر شعبي أمانة له لتدير جلساته، وتصيغ قراراته، ويختار كل مؤتمر من تلك المؤتمرات الشعبية الأساسية لجنة شعبية إدارية من بين أعضائه لتنفيذ قراراته وتحل محل الإدارة الحكومية المعينة، فتصبح كل المرافق في المجتمع تدار بواسطة لجان شعبية مسؤولة أمام المؤتمرات الشعبية الأساسية التي اختارتها وتملى عليها السياسة وتراقبها في تنفيذ تلك السياسة، وبهذا تصبح الإدارة شعبية والرقابة شعبية، وينتهي التعريف الزائف للديموقراطية الذي يقول: الديموقراطية هي رقابة الشعب على الحكومة. ليحل محله التعريف الصحيح وهو: الديموقراطية هي رقابة الشعب على نفسه.

ولأن المواطنين جميعا الذين هم أعضاء تلك المؤتمرات الشعبية ينتمون وظيفيا أو مهنيا إلى فئات عمل مختلفة، لذا عليهم أن يشكلوا مؤتمرات شعبية مهنية خاصة بهم، علاوة على كونهم مواطنين أعضاء في المؤتمرات الشعبية الأساسية أو اللجان الشعبية.

ان ما تتناوله المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية من قرارات يرسم في صورته النهائية في مؤتمر الشعب العام الذي يضم أمانات المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية، ثم يحال بالتالي ما يصوغه مؤتمر الشعب العام الذي يجتمع دوريا أو سنويا إلى المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية ليبدأ التنفيذ من قبل اللجان الشعبية المسؤولة أمام المؤتمرات الشعبية الأساسية. ان مؤتمر الشعب العام ليس مجموع أعضاء أو نواب كالمجالس النيابية، انه لقاء المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية.

لصياغة قرارات المؤتمرات الشعبية في شكلها النهائي لتصبح جاهزة للتنفيذ من قبل اللجان الشعبية في المؤتمرات الشعبية المنتشرة في كافة أنحاء البلاد.

بذلك تحل مشكلة أداة الحكم، وتنتهي الأدوات الديكتاتورية السائدة في العالم، ويصبح الشعب هو اداة الحكم، وتحل معضلة الديموقراطية في العالم.

مقالات ذات صلة
- Advertisment -

الأكثر شهرة

مواضيع أخرى

error: Content is protected !!