Accueilالاولىمسرجيون تونسيون يطلقون صيحة فزع : الدولة لم توفر سوى حبال المشانق

مسرجيون تونسيون يطلقون صيحة فزع : الدولة لم توفر سوى حبال المشانق

بمناسبة اليوم العالمي للمسرح أصدر عدد من الفنانين المسرحيين بيانا يشبه صيحة فزع حول الاوضاع التي الت اليها الحياة الفنية في تونس لغياب  الشروط الدنيا لتشخيص الواقع الثقافي الوطني  لدى المكلفين بالاشراف عليه و تسييره، ”   الامر الذي ادى الى غياب اي تمثل لسياسة ثقافية تساير المجتمع في التحولات التي يعيشها و تساعد على قراءة اليومي و المستقبلي،الفردي و الجمعي، على حد سواء في خضم ما يتهدده من اسباب الزوال القديمة و الطارئة..الاصيلة و الوافدة ..و نعد بخوض كافة اشكال الايقاظ  المتاحة لتفجير لحظة الوعي الاستعجالية لدى اولي الامر ”

الموقعون على البيان عبروا عن تمسكهم ”  بمواصلة الدفاع عن حق الاجيال الصاعدة في التمرد على  الخطابات الجمالية التعاضدية و التي لا تزال رهينة المطارحات المستهلكة و الاستهلاكية  في مشهد فني عالمي يعرف تغييرات عميقة و متسارعة و يتصدى بخطاب جمالي متحول بنفس التسارع للقضايا الراهنة و قضايا الغد ، و نشدد في هذا السياق على ضرورة انفتاح الجامعة و مخابر البحث على ما يعتمل في الساحة الفنية المحلية من ممارسات جمالية حتى يؤصل لها و يسندها في اتجاه نحت ملامحها المميزة كنتاج لمجتمع متفرد في هويته بقدر انفتاحه على العالم قسرا حينا و اختيارا احيانا ، و نوصي جمهور الفنانين بمواكبة الحركة النقدية الفنية المحلية و العالمية اثراءا لاعمالهم الفنية و اعادة اكتشاف لذواتهم عبر مرآة النقد و عيون الاخر”

كما أكد الموقعون على البيان على  اهمية ما يرشح من الممارسة المسرحية الشابة ” من محاولات جادة للتجاوز بخلق خطاب مسرحي متحرر من غبار الاكراهات الايديولوجية و ازمنة التقليد الجبري و نسجل بارتياح المواكبة النسبية للفعل المسرحي المحلي للتحولات الكبرى للمسرح العالمي في اتجاه المسرح الحديث  و ما يوفره من فرص لاعادة تاسيس علاقة المسرح بالابداع الفني و الذائقة الجمالية من جهة ، و علاقته بالمتقبل الذي يعيش في مجتمع يعاني  اضطرابات و اكتئابات و خيبات   و تغييرات  مستحدثة …مسرح قادر على اعادة صياغة لحظة الدهشة المنشودة، تتلاشى فيه مسلمات السردية البالية و تتشكل فيه كتابات خصوصية بانشائيتها و شاعريتها و بتفاعلها مع كامل عناصر الفرجة المسرحية التي تعيد ترتيب نفسها وفق منظومة قيمية و جمالية جديدة و متجددة و تعيد تعريف وظائفها وفق التمثلات الجديدة للعمل الفني عامة و المسرحي على وجه الخصوص”

كما عبر هؤلاء الفنانين  عن اصرارهم  على  مواصلة انتهاج  المسرح ”  رغم كل اسباب الاستقالة و غيبوبة هياكل الدولة و امتناعها عن توفير الحد الادنى من البنية التحتية الضرورية لعمل المبدعين و كرامتهم ،   …و اكتفائها بتوفير حبال المشانق للمنتحرين . ” ..

 

و الموقعون على البيان تسائلوا  في الختام ان كان  الوقت ملائما الان ،و اكثر من اي وقت مضى، لكي يأخذوا  نصيبا  من المسرح…من الحياة ؟

 

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة