Accueilالاولىنيويورك تايمز : ابتعاد النهضة عن الاسلام السياسي مثير للضحك

نيويورك تايمز : ابتعاد النهضة عن الاسلام السياسي مثير للضحك

ينقل حسين إيبيش، عن زعيم الجناح التقدمي في حزب النهضة الإسلامي في تونس،سيد فرجاني أن “الإسلام السياسي مات” .وفرجاني، المتشدد السابق الذي خطط مرة لانقلاب ضد نظام الرئيس زين العابدين بن علي، كان متفائلاً وهو يصف الانتقال التاريخي الذي كان حزبه على وشك القيام به.

ويقول إيبيش في مقال نشر في صحيفة نيويورك تايمز إن فرع فرجاني اتحد مع قيادة الحزب من أجل الدفع بمجموعة من القرارات التي ستعيد تصنيف النهضة، لكنها ستحدث قطيعة مع الإسلام السياسي التقليدي الذي بدأ مع جماعة الأخوان المسلمين التي تأسست في مصر في أواخر العشرينيات من القرن الماضي.

ويقول فرجاني إن “الإسلام السياسي كان مفيداً في ظل ديكتاتورية بن علي عندما كانت هويتنا مهددة بالدولة المستبدة. الآن النهضة منخرطة في مجال مفتوح وبحزب سياسي قانوني بموجب دستور جديد ساهمت في كتابته، وتنافس على القيادة الوطنية، وباتت صفة الإسلام السياسي عبئاً أكثر منها مكسباً”.

الغنوشي متحفظ
ويضيف إيبيش أن الشريك المؤسس لحزب النهضة راشد الغنوشي كان أكثر تحفظاً عندما قابله في منزله. ولم يشعر بارتياح عندما سأله ما إذا كان يعتقد أن الحركة الإسلامية ماتت. وعلق قائلاً: “لن أصف الأمر بانه كذلك… لا نرى أي سبب لتمييز أنفسنا عن المسلمين الآخرين”. ويفضل الغنوشي وفرجاني عبارة “المسلمين الديموقراطيين”- التي تشبه نفسها بالأحزب المسيحية الديموقراطية في أوروبا الغربية- لوصف هويتهم الجديدة ما بعد الإسلامية.

الحرية والمساواة
وبالتحديد، فإن إلتزام فرجاني الصريح بمبادئ الحرية والمساواة تجعله ربما الشخصية الأكثر شهرة في العالم العربي السني في مرحلة ما بعد الإسلامي السياسي. وفيما يصف نفسه بأنه محافظ ويمتدح “قيم العائلة”، يقول فرجاني إنه يعتبر النشاط الجنسي والتوجيه الجنسي وهوية الجنس-بما في ذلك قضايا تشغل الولايات المتحدة- أموراً خاصة وشخصية، وبأنها ليست أموراً تعود للدولة أو السلطات القانونية للتقرير فيها.

ويتمسك فرجاني أيضاً بحيادية الدولة في الأمور الدينية. ويساوي بين الحرية الدينية مع حرية التعبير، ويعتقد أن الملحدين يجب ان يتمتعوا بالحقوق المدنية ذاتها التي يتمتع بها المؤمنون.

وكان الغنوشي أكثر حذراً. وهو يؤيد المساواة بين المسلمين من كل المذاهب، ويتوسع في ذلك على مضض للمسيحيين واليهود، مشيراً إلى “حماية دستورية” للملحدين.

والشهر الماضي، وافق 1200 مندوب شاركوا في مؤتمر النهضة على تغيير برنامج الحزب وفق ما دعا إليه فرع فرجاني وقيادة الغنوشي. وكان البند المهم الذي جرى التخلي عنه هو التزام الدعوة والتبشير بالقيم الإسلامية. وهذا ما يجعل الحزب منظمة سياسية بحتة لا تحمل أي مهمة دينية ضمنية- ما شكل ذلك قطيعة مع تقليد الاخوان المسلمين الذين انبثقت منهم حركة النهضة في تونس.

مثير للضحك
ويضيف إيبيش: “في تونس وفي أنحاء العالم العربي، يبقى الليبراليون والعلمانيون ومنتقدو الإسلام السياسي، متشككين. وفي أكثر من مناسبة في العاصمة التونسية، لاحظت أن الموقف الجديد للنهضة يثير الضحك من سياسيين معارضين بارزين. وهم يدعمون الحوار والتعاون وحتى شراكة ائتلافية مع النهضة، لكنهم يرون أن الإعلان عن ما بعد الإسلام السياسي لن يؤخذ به بجدية”.

النهضة تسعى إلى حماية نفسها
صحيح أن الكثيرين من قادة النهضة ليسوا مؤيدين تماماً لفكرة الذهاب أبعد من رؤية الإخوان المسلمين، ولكن مع ثورة 2011 بدا حزب النهضة مصمماً على التشبث بالسلطة بأي ثمن-حتى اللحظة الحاسمة في 2013 عندما عزلت حكومة محمد مرسي الاخوانية في مصر بانتفاضة دعمتها القوات المسلحة. وبعدما رأت النهضة سقوط نظيرتها في مصر، سعت إلى حماية نفسها من خلال التنازل عن السلطة والموافقة على تقديم سلسلة من التنازلات.

 

مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة