وبحسب روايته، فإنه لعب دوراً هامشياً فقط في الأحداث المتتالية، وهو جزء من تاريخ الحركة الإسلامية المتشددة. ومع ذلك، فقد كان حاضراً في المفاصل الأساسية، حيث أثبت حضوره في لحظات مهمة والتقى بالكثيرين من اللاعبين البارزين.
ولاحظت سلاي أن قصة زمار تبرز المدى الذي بلغه الإرهاب الذي لا يزال يهدد الولايات المتحدة، إلى حد كبير، ويسلط الضوء على استمرار سيطرة القاعدة على رجال كانوا يدورون في فلك أسامة بن لادن.
وزمار في السابعة والخمسين ويحمل الجنسيتين السورية والألمانية، وهو الآن ظل متقلص للرجل الملتحي الذي كان يحاضر في الشباب المسلم في مسجد القدس بمدينة هامبورغ الألمانية عن واجبهم في بدء الجهاد. وقال في المقابلة التي أجريت معه في حضور اثنين من حراسه أن سجانيه لا يسمحون للسجناء بإطلاق لحاهم، ويتعين عليهم أن يحلقوا بسبب القمل.
وأشارت سلاي إلى أن شيئاً واحداً لم يتغير. فالمحققون في هجمات 11 سبتمبر يتذكرون أنه ثرثار-ربما ثرثار إلى درجة لا يؤتمن معها على تفاصيل المؤامرة. ولا يزال يحب التحدث مطولاً عن نفسه، وعن دوره في إقناع خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر بالسفر إلى أفغانستان لتلقي التدريب العسكري، وكذلك عن سرد ما يصفه بالمظالم التي ترتكبها الولايات المتحدة ضد المسلمين. والشخص الأول الذي يتذكره من خلية هامبورغ هو رمزي بن الشيبة، اليمني المعتقل حالياً في غوانتانامو للاشتباه في تورطه بهجمات 11 سبتمبر، ثم التقى محمد عطا قائد مجموعة الخاطفين، الذي قاد إحدى الطائرتين اللتين صدمتا أحد برجي مركز التجارة العالمي. ثم تعرف على مروان الشحي، الذي قاد الطائرة الثانية التي صدمت البرج الثاني، واللبناني زياد سمير الجراح الذي قاد الطائرة التي تحطمت فوق حقل في بنسلفانيا بعدما تغلب الركاب على الخاطفين. وتعرف أيضاً على أربعة آخرين من المجموعة ممن أقنعهم زمار بالذهاب إلى أفغانستان.
وقالت إن زمار يذكر لقاءه ببن لادن الذي يتحدث عنه باحترام. ويقول إن بن لادن استدعاه للاجتماع معه بسبب علاقته بالأشخاص الذي نفذوا هجمات 11 سبتمبر. ويزعم أنه لم يرَ زعيم القاعدة بعد ذلك. ويواصل زمار نفي أي دور له في مؤامرة 11 سبتمبر 2001 و”لم يقولوا لي شيئاً”.
ولفتت إلى أن الحكومة الألمانية لم تبد أي اهتمام باستعادة زمار أو أيٍ من الألمان الذي حاربوا مع داعش وهم الآن في السجون الكردية.